على هامش ملتقى فن الخط العربي الذي نظم معرضه تحت رعاية المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب في قاعة احمد العدواني بضاحية عبد الله السالم في الكويت،والذي شارك فيه نخبة من فناني الخطوط العربية بأنواعها المختلفة الكوفي المورق والمزهر والرقعة والنسخ لوحات أبدع كل فنان ليس في إجادة الخط فقط وإنما بابتكارات فنية دون المساس بالقواعد الجمالية المتبعة مع الزخارف الإسلامية، أقيمت محاضرة للدكتور محمد شريفي تحت عنوان "الخط المغربي في المصاحف" أدارها جاسم المعراج الذي قدم تعريفا بالسيرة الذاتية لشريفي الحاصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم حفر عام 1963 ونال الدكتوراه في خطوط المصاحف في المشارقة والمغاربة 1976 ودكتوراه عن اللوحات الخطية في الفن الإسلامي بخط الثلث1997. وقد بدا شريفي محاضرته بقوله "الخط المغربي كسائر الكتابات موضوع شاسع تاريخيا وجغرافيا واجتماعياً، وسأركز على إشكالية واحدة وهي:هل لهذه الخطوط قواعد وموازين كمثيلتها من الخطوط المشرقية؟".وأضاف"كل أنواع الخطوط المشرقية مسلوبة ومتقاربة الأشكال والأمثال،إلا أن الخط المغربي أحسن مراعاة الدارة الهندسية وأشعار الشعراء،أما عن قواعد الخط المغربي فهو يجابه تساؤلا أساسيا فأين قواعد الخط المغربي؟وهل القواعد تسبق الرسوم والرقوم،أم تنشأ وتتصاحب معها،أم تعقبها؟وهل الأساليب الخطية تبتكر على نسق الذوق،ثم توضع لها القواعد التي تحفظها؟.وأضاف الشريفي "أن فن الخط وليد لكتابة رموز ومعانٍ لفظية،فصارت حروفا ارتقت في الحسن والجمال الى التشكيل الفني،وقواعد الخط المغربي ينطلق من مصدرين نظري وعملي الأول في الكتب التاريخية والثاني في الخطوط المغربية ذاتها،ونجد أن ابن خلدون يقرر الاختلاف فالخط في المشرق،يرسم حرفا حرفا وفي المغرب سطرا سطرا. واستطرد الشريفي عن "أن المغربي يسعى إلى إبراز نزعته الإبتكارية في رسم حروفه،لتظهر سماتة في إنتاجه،ولكن ماذا عن اللوحات الخطية المركبة عند المغاربة.. التي لا يمكن التغافل عن التراكيب الخطية والزخرفية على جدران قصر الحمراء بغرناطة الأندلس في القرن الثامن الهجري،إن الخطوط المغربية قد بلغت أوجها في الحضارة الأندلسية،وان لم تستغل في فن اللوحات،لعدم قابليتها للتركيب،على الرغم من مرونتها. ماذا عن اثر الخطوط المشرقية في الخطوط المغربية هذا ما أجاب عليه العلامة الخطاط محمد الشريفي فقال "لقد انتشرت الخطوط المشرقية العثمانية بالمطابع في الكتب والجرائد الوافدة من الشرق،وما علمنا بحروف مغربية سبكت للطباعة مع انعدام المدارس المتخصصة،ما دفع عشاقه للانتقال إلى مصر" وأضاف "ومن الدلائل الواضحة على قوة تأثير الخط المشرقي ما بدا على فنان فرنسي هو ناصر الدين مواليد 1861،واعتنق الإسلام فخط في براعة تضاهي رسومه رسام عشق وتأثر بأضواء الصحراء ومسحور عاشق بالخط العربي حيث يقول فيه "إن له روحا ملائمة للصوت البشري،موافقة للألحان الموسيقية،فالكتابة العربية هي مفتاح يكشف ألغاز الحركات القلبية الدقيقة،بشكل ساحر وفريد". "شوف تي في"