كان أفراد العصابة الإجرامية المفككة مؤخرا، قد قضوا حوالي أربع سنوات في مزاولة أنشطتهم غير المشروعة،قبل أن يقود التعاون الوثيق بين المصالح القضائية والأمنية بكل من المغرب وهولندا وبلجيكا إلى تجميع كل الخيوط لفك لغز الشبكة وتشعباتها الدولية، خلال المدة المذكورة، كانت عناصر الشبكة يتحكمون بقوة في الأسواق التقليدية الخاصة بتسويق “الحشيش المغربي" بهولندا. أكبر دليل على ذلك، ماصرحت به مصادر خاصة عن امتلاك عناصر الشبكة لمقهى كبير يستفيد من ترخيص تسويق مخدر الحشيش حسب القوانين المعمول بها بهولندا. إضافة إلى احتكارهم لترويج الحصص الكبرى من المخدر الأشهر في العالم في بعض مقاطعات مملكة الأراضي المنخفضة. استمر نشاط الشبكة الإجرامية لشهور عديدة، كان خلالها أحد عناصرها البارزين، والذي يحمل جنسية مزدوجة من أهم الوجوه الفاعلة في مجال التجارة الحرة. لكن إحباط عملية تهريب لشحنات من المخدرات عبر السواحل الشمالية للمملكة باتجاه الضفة الأوروبية، كانت كفيلة بوضع اسمه على لائحة المشتبه فيهم لدى المصالح الأمنية، إضافة إلى وضع نهاية لمسار النشاطات غير المشروعة للعصابة الإجرامية الدولية. كانت تحركات عناصر الشبكة داخل التراب المغربي، موضوع تحريات معمقة من طرف المكتب الوطني لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة. ليأتي شهر يونيو الماضي، حاملا معه معالم بداية السقوط السريع للشبكة، حيث نجحت مصالح الدرك الملكي في توقيف أحد أفرادها بمزرعة توجد بضواحي مكناس. وكشفت نتائج العملية الأمنية المذكورة عن وجود كمية من المخدرات، قدر وزنها الإجمالي بمئات الكيلوغرامات من “الشيرا"، كما قادت التحقيقات المباشرة مع الموقوف إلى وضع اليد على سبب الثروة الطائلة التي راكمها في فترة قصيرة، والتي مكنته من امتلاك عمارة سكنية كبيرة. ورجحت المصادر السابقة، وجود صلة بين أفراد الشبكة الدولية، وبرلماني سابق فرّ إلى هولندا، بعد متابعته في ملف شبكة «الناظور2»، وتطبيق المسطرة الغيابية في حقه لعلاقته بالمتهم الرئيسي في الملف. وكانت وزارة الداخلية عممت أول أمس الثلاثاء، بلاغا ذكرت فيه أن مصالح الشرطة المغربية، تمكنت بتنسيق مع نظيرتها الهولندية والبلجيكية من تفكيك شبكة إجرامية تنشط في مجال الترويج غير المشروع للمخدرات وتهريبها على الصعيد الدولي، وتبييض الأموال المتحصلة منها عن طريق الاستثمار في مشاريع تجارية وعقارية. وذكر البلاغ ذاته، أن العملية الأمنية تندرج في إطار التعاون الأمني الدول، ومكافحة الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية. حيث بوشرت العملية في إطار إنابتين قضائيتين دوليتين، وجاءت نتيجة تحقيقات مشتركة بين الجانب المغربي والهولندي والبلجيكي. كما أسفرت العمليات المتزامنة عن توقيف أفراد هذه العصابة الإجرامية بهولندا وحجز 250 كيلوغراما من مخدر الحشيش. وأضاف البلاغ، أن مصالح الشرطة المغربية تمكنت من عقل وحجز ممتلكات عقارية، وتجميد أرصدة مالية في ملكية أفراد من هذه الشبكة الإجرامية بمدينتي مكناس والناظور، وذلك بعدما خلصت التحقيقات المشتركة إلى كون تلك الممتلكات العقارية والمنقولة متحصلة من أنشطة غير مشروعة.