عاد هاجس ثقل المحافظ المدرسية ليشغل و يؤرق تفكير الأولياء عشية الدخول المدرسي،و قد بدأ الكثيرون رحلة البحث عن المحفظة المناسبة للتخفيف من عبء الحمولة و محاولة تجنب أخطار المضاعفات التي يحذر منها الأطباء عبر العالم باستمرار و يدعون لضرورة عدم تجاوز وزنها و هي محملة بالكتب و الكراريس بين 5 و 10 بالمائة من وزن حاملها و هو للأسف ما لم يتحقق بمدارسنا الابتدائية التي أكد عدد من الآباء أنهم قاموا بوزن محافظ أطفالهم في السنة الأولى ابتدائي فوجدوها تتراوح بين 2.5و 3كيلوغرام في حين لم يتجاوز وزن صغارهم العشرين كيلوغراما في أحسن الظروف و هو ما يتجاوز النسبة الصحية بكثير. و لا زالت نبرة الاستياء و الانتقاد تطبع حديث الأولياء بهذا الخصوص، حيث قال البعض بأنهم احتاروا في اختيار المحافظ المناسبة في ظل انتشار السلع المقلّدة التي لا تخضع لمقاييس السلامة، مثلما ذكر أحد الأولياء الذي كان يقلّب عدد من المحافظ المعلقة بمدخل محل قريب من وسط حاضرة الشرق، هذا الأخير حمل حقيبة ظهر كتب عليها سعر 250 درهم، و ابتسم و علّق ساخرا "وزنها أكثر من وزن ابني" و هو ينظر لصغيره ببنيته الضعيفة. نفس السيناريو تقريبا تكرّر بمختلف المكتبات و المحلات التي زيّنت مداخلها و بشكل فوضوي بالحقائب المدرسية ذات التصاميم المغرية و الأشكال و الأحجام المختلفة، أين تظهر علامات الحيرة على وجوه الزبائن من خلال فحصهم و ترددهم في انتقاء المحافظ أو بالأحرى حقائب الظهر الأكثر رواجا في السنوات الأخيرة، و هو ما أكده عدد من الباعة الذين تحدثنا إليهم و الذين قالوا أن أغلب الزبائن يترددون في انتقاء الحقائب المدرسية و يبقون لحظات طويلة يقلبّونها و يجرّبونها على ظهور صغارهم كمن يبحث عن نوع معيّن بمقاييس محددة، حيث ذكر صاحب مكتبة مقابلة لثانوية واد الذهب بحي لازاري بأن أكثر الأولياء باتوا واعين بصحة و وقاية صغارهم، و أكد أن الكثير من الزبائن هذه السنة ألحوا على الحقائب ذات الأحزمة الخلفية العريضة و المبطنة و تلك المزوّدة بحزام إضافي يربط حول الخصر بهدف توزيع الثقل على الجسم من الأمام و الخلف بدل الظهر وحده و ذلك لتجنيبهم المضاعفات الخطيرة على مستوى الظهر و الرقبة و التي غالبا ما يحذّر منها الأطباء مع كل دخول مدرسي جديد. و انتقد بعض الآباء عدم عمل المؤسسات التربوية لاسيما في الطور الإبتدائي باقتراحات أولياء التلاميذ و المختصين الخاصة بضرورة ترك الكتب المدرسية المقررّة داخل القسم بدل نقلها صباحا و مساء، ذهابا و إيابا على أجساد صغيرة مرهقة لكثافة الدروس و الحجم الساعي الذي لا زال مثار جدل حتى اليوم. و أخبرنا بعض الأولياء بأنهم لجأوا إلى بعض المواقع الالكترونية المتخصصة بحثا عن نصائح تسهل عليهم عملية انتقاء محافظ أطفالهم و بالأخص الملتحقين الجدد بالمدرسة، حيث ذكرت السيدة عائشة.ن بأنها تصفحت عدة مواقع طبية أجنبية قبل خروجها إلى السوق حتى ترى أي الأنواع تختار لصغيرتها التي ستلتحق لأول مرة بالمدرسة، لتجنب المشاكل التي واجهتها مع إبنها زكي الذي اضطرت لمرافقته طيلة السنوات الأربعة الأولى إلى المدرسة صباحا و مساء لتحمل عنه محفظته إلى غاية باب المؤسسة التربوية، وعلّقت ساخرة"وليدي ضعيف يا ربي يحمل نفسه". و كانت دراسات طبية نشرت حديثا بالولايات المتحدةالأمريكية، قد أكدت بأن نحو ربع الطلاب تحت سن الرابعة عشرة في كل أنحاء العالم يحملون حقائب مثقلة بالكتب و الكراريس يزيد وزنها عن 20بالمائة من أوزانهم و هو يعرّض أغلبهم لمشاكل صحية و آلام على مستوى الظهر و الرقبة و مشاكل في الفقرات، بالإضافة إلى تعوّد الأطفال على السير في وضعية الانحناء حتى بعد انتهاء فترة الدراسة. كما حذّرت دراسات كثيرة من الحقائب التي توضع على كتف واحد و اعتبرتها الأكثر ضرراً، لأن حاملها يميل نحو جانب أكثر من الآخر، مما يسبب له اعوجاجاً في العمود الفقري. هذا و اشتكى عدد من الآباء من ارتفاع أسعار المحافظ الذي تضاعف بشكل ملفت هذه السنة حيث تراوحت الأسعار بين 120و 300 درهم رغم نوعيتها الرديئة.