أخيرا بات بالإمكان السفر من طنجة إلى السعيدية في 7 ساعات بدلا من 11 ساعة التي كان يستغرقها المرور عبر شفشاون، وذلك بفضل اكتمال المقطع الأخير من هذه الطريق الذي دشنه جلالة الملك أول أمس بوادي لاو ، لتكتمل بذلك طريق ممتدة على مسافة 560 كلم والتي استغرق انجازها أزيد من 12 عاما و رصد لانجازها غلاف مالي إجمالي يبلغ 7.2 ملايير درهم، لتربط بين أزيد من 200 كلم من الشواطئ والخلجان والمواقع السياحية، وخاصة خليج طنجة والقصر الصغير وبونتا ثيريس وريستينكة والمضيق والرأس الأسود ومرتيل وواد لاو وتارغة وبوحمد وجنان النيش والجبهة وكالا إيريس وتازرين وبحار سيدي ادريس وأركمان ورأس كبدانة والسعيدية، وهي النقط المتفرقة بين أقاليم طنجة و تطوانوشفشاونوالحسيمةوالناظور وبركان. وحسب المعطيات الرقمية التي نتوفر عليها فإن هذا الطريق الذي أنجز على 8 مقاطع وفر في المجموع 1.3 مليون يوم عمل، وملئت ب 22 مليون متر مكعب من الأتربة التوفنة ، كما تطلبت الجسور ال 13 التي أنجزت عليها ما يزيد عن 6.5 كلم من ركائز الجسور المنجزة بالاسمنت المسلح. كما تطلبت بنيات صرف المياه على جنباتها 840 ألف متر مكعب من الخرسانة وقد تخلل إنجاز هذا المدار الطرقي مجموعة من الاكراهات تتجلى في كونه يخترق بنية جبلية ذات طبيعة جيولوجية وجيو- تقنية معقدة وغير ثابتة ودائمة الانهيارات على غرار سلسلة جبال الريف إلى جانب إكراهات المناخ الرطب الذي يتميز بتساقطات مطرية فيضانية، فضلا عن أن الأشغال أنجزت مع مراعاة الحفاظ على استمرارية حركة السير. وسيمكن هذا المسار الطرقي، المحاذي للبحر وقليل المنعرجات الضيقة والذي يعد من بين أصعب المشاريع الطرقية في تاريخ المغرب، من تقليص زمن التنقل بما يقارب ثلاث ساعات وضمان السلامة الطرقية وتحقيق سلاسة السير، مع إمكانية الولوج المباشر إلى الحسيمةوالناظور والسعيدية دون عبور الطريق الوطنية رقم 2 ، بل وأكثر من ذلك، سيتيح إحداث ممر خاص بعربات الوزن الثقيل على مستوى مقاطع تتميز بمنحدرات صعبة. وتكمن الجدوى الاقتصادية من هذا المشروع العملاق في كونه سيشكل الدعامة الأساسية لتدفق الاستثمارات العمومية والخاصة على طول المدار الذي تعبر منه وخاصة في المجالين السياحي والصناعي. وحسب الدراسات التي صاحبت إنجازه فإن هذا المشروع سيسمح مستقبلا بربط المنطقة الصناعية لوجدة بباقي المناطق الصناعية لتطوان وملوسة وباحداث بنيات استقبال سياحية تقدر بما يقرب من 80000 سرير، كما سيخلق 50000 فرصة عمل مباشرة وحوالي 200 ألف فرصة شغل غير مباشرة . بالإضافة إلى ذلك، سيدفع المشروع بعجلة الاقتصاد المرتكز على أنشطة الصيد والأنشطة المينائية لمساهمته في رفع الحواجز التي كانت تعترض عمليات تسويق وتوزيع المنتجات السمكية، والتي سوف ستوفر للناس هناك أكثر من فرصة للتنمية الاجتماعية. من جهة أخرى ستساعد هذه الطريق على ظهور مراكز حضرية جديدة، وبالتالي تعزيز تمركز السكان في تجمعات صغيرة على حافة الطريق التي ستوفر لهم كل ما يلزم لإنعاش النشاط التجاري، وإقامة شبكات ااقتصادية في القرى المجاورة، وخلق فرص العمل. كما ستستفيد السياحة أيضا بفضل مرور المدار الطرقي على أكثر من 200 كيلومتر من الخلجان والشواطئ والمواقع السياحية الجبلية وكذا ربط 8 موانئ للصيد و5 نقط للصيادين وإنعاش المبادلات بربط موانئ الناظوروالحسيمةوطنجة والميناء المتوسطي.