تحل غدا الذكرى الثالثة عشرة لجلوس جلالة الملك محمد السادس على عرش آبائه وأجداده الميامين، في أجواء التعبئة الوطنية لترسيخ بناء الدولة الديمقراطية الحديثة على قواعد دستورية جديدة، تتلاءم مع مستوى التطور الذي عرفته الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلادنا، وتستجيب لتطلعات شعبنا نحو الانتقال الأكثر استقرارًا والأشد قوة ومناعة والأرحب أفقًا، من مرحلة تعثر فيها المسلسل الديمقراطي لعوامل متداخلة وأسباب مركبة، إلى مرحلة تكون فيها الديمقراطية هي سيدة الموقف والبوصلة التي نتلمس من خلالها معالم الطريق نحو التقدم والرقيّ والازدهار والسلم الأهلي وتقوية الجبهة الداخلية على أساس متين من الملكية الدستورية التي دعمها الدستور الجديد للمملكة. ويحتفل المغرب بعيد العرش هذه السنة، في ظل مكاسب دستورية، هي بكل المقاييس مصدر القوة والصمود والقدرة على مواجهة التحديات التي تعترض طريقنا نحو تنفيذ المشروع الوطني للبناء والنماء وتعزيز الانتماء إلى هذا الوطن الذي هو الحاضنة الجامعة لجميع المواطنين، والذي يستحق منا جميعًا بدون استثناء، أن نضحي من أجله، وأن تتضافر جهودنا للنهوض به، ولتحقيق التقدم والازدهار وعلوّ الشأن له في الحال والمآل. لقد كان عيد العرش منذ أن تأسس الاحتفال به في سنة 1933 بمبادرة من الحركة الوطنية، عيدًا للتعبئة الجماعية، ولشحذ الهمم المتوثبة، وللأمل والتفاؤل والاستبشار، ولتجديد الثقة ولتعميق اليقين، ولتقوية التصميم على مواصلة العمل من أجل خدمة الأهداف الوطنية السامية، وفي سبيل تعزيز مكانة الدولة المغربية القوية القادرة على الصمود في وجه التحديات كافة. ففي هذا اليوم الوطني المجيد، تترسخ أواصر التلاحم بين العرش والشعب، وتتدعم الجبهة الداخلية وتتعبأ قدرات الشعب وطاقاته الحيّة في عمل وطني جماعي، بقيادة جلالة الملك صانع المغرب الجديد الذي يمضي قدمًا على طريق التطوير والتحديث والانفتاح على العالم المتقدم. ويقترن عيد العرش هذه السنة بالتطور الدستوري الذي دخل به المغرب مرحلة جديدة غير مسبوقة، وبالنقلة النوعية في العمل الديمقراطي التي فتحت أمام المغرب الآفاق الواسعة للتحديث وللتجديد في جميع المجالات، ومهدت له السبيل للولوج إلى نادي الدول الديمقراطية السائرة بخطى حثيثة على طريق النموّ المتوازن المتكامل. فهو إذن، عيد للوطنية وللمواطنة، وعيد الوطن والمواطنين جميعًا، يكتسي الاحتفال به طابعًا وطنيًا تعبويًا يتجاوز مجرد الاحتفالات العابرة التي لا تنطوي على دلالة عميقة، ويؤكد حقيقة على قدر كبير من الأهمية، هي هذا الإجماع الوطني على التعلق بالعرش، وعلى الالتفاف حوله، وعلى الاقتناع العقلي والقلبي الذي يعم جميع طبقات الشعب، بأهمية الدور الوطني الذي يقوم به العرش المغربي في دعم مسيرة التقدم في بلادنا على جميع الأصعدة، وفي تعزيز الوحدة الوطنية، وفي حماية المكتسبات، وفي الذود عن السيادة والاستقلال الوطني. إن هذا البعد الوطني ذا الدلالات العميقة في عيد العرش، يجعله مناسبة وطنية لتجديد التعاقد الوطني بين الملك والشعب، لمواصلة مسيرة البناء الديمقراطي والنماء الاقتصادي، ولترسيخ القواعد المتينة للدولة المغربية الحديثة، وللتأسيس للمجتمع المتضامن المتآزر المتكافل الذي تتضافر فيه الجهود لكسب رهان التقدم والازدهار والأمن والاستقرار. وبمناسبة حلول عيد العرش المجيد الذي يخلد ذكرى اعتلاء جلالتكم عرش اسلافكم المنعمين، وفي غمرة السعادة التي يعيشها الشعب المغربي بهذه المناسبة، يسعد المشرف العام على الجريدة الإلكترونية "وجدية" أصالة عن نفسه ونيابة عن طاقم الموقع، بأن يتقدم بأزكى عبارات التهاني وأطيب الأماني لسدتكم العالية بالله . كما أغتنم هذه الفرصة لأرفع إلى مقامكم العالي بالله آيات الولاء و التبريك والإخلاص، مع الدعاء لكم يا مولاي بدوام الصحة والسعادة ، حتى تحققوا للمغرب ولشعبكم كل ما يصبو إليه من تقدم ورقي وازدهار، وأن يبقيكم ذخرا وملاذا للمغرب والمغاربة. حفظكم الله ورعاكم، بما حفظ به الذكر الحكيم، وأبقاكم ضامنا لأمن الوطن ووحدته واستقراره، وأقر عينكم بولي العهد سمو الأمير الجليل مولاي الحسن ، وشقيقكم صاحب السمو الملكي المولى رشيد وسائر أفراد الأسرة العلوية المجيدة ، وأعاد الله عليكم أمثال أمثال هذا العيد باليمن والسعادة ... إنه سميع مجيب.. والسلام على المقام العالي بالله