في كلمة لفضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة رئيس المجلس العلمي المحلي لوجدة، ألقاها موازاة وتسليم المفاتيح والرسوم العقارية لبعض تجار سوق الخضر والفواكه الجديد، تحدث عن فحوى تواجده بمقر الولاية وحضوره في ذلك الجمع المبارك، أولا أن المشروع بما فيه ساحة سيدي عبد الوهاب يوجد في جزء كبير منه تابع لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وسبقت هذا المشروع مفاوضات ماراطونية حول بناء وتمليك المحلات التجارية لعدد من التجار وتشييد المسجد الذي تكلف بإنجازه أحد المحسنين رحمه الله، وذلك بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في شخص وزيرها أحمد التوفيق وجميع المتدخلين في المشروع، وتوجت المشاورات بعقد اتفاقية بين الوزارة والمعنيين بالمشروع. وفي عهد الحماية الفرنسية على المغرب، أضاف الدكتور مصطفى بنحمزة، أن السلطات الفرنسية دأبت على بناء الأسواق النموذجية حين دخولها المغرب في سنة 1907 ، خاصة لما دخلت مدينة الدارالبيضاء وبنت فيها “مارشي سانترال “، وبنت بوجدة السوق المغطى " Marché couvert" وسوق آخر وسط مدينة فاس وغيرها من الأسواق، فكان آنذاك الفرنسيون ينسقون أسواقهم حسب كل تجارة، وكان سوق الخضارين حينها عبارة عن منتزهات بحكم اختلاف المنتوجات الفلاحية المعروضة للبيع أمام الناس، وكان جانب هام من السوق مخصص لبيع الورود، وحتى البناء العمراني لهذه الأسواق كان يشبه إلى حد كبير الحدائق العمومية الكبرى خاصة في أبوابها المتعددة. وبخصوص أسواق الخضارين عبر التاريخ الإسلامي، أكد قضيلة الدكتور مصطفى بنحمزة أن أسواق الخضارين كانت تلعب أدوارا تجارية واقتصادية، بالإضافة لأدوارها الدينية والتوعوية والتحسيسية، وكانت السلع تكوم في الأسواق دون تنسيق ، وكان المشرفون على هذه الفضاءات يحضون الناس على تنظيمها وتنسيقها في إطار العمل الهادف والجيد الذي وصى به الله سبحانه وتعالى في تحمل المسؤولية والصدق في التجارة والمعاملات مع المتبضعين، والصحة ونظافة الأسواق خدمة للناس جميعا.