والأهداف التي أسست من أجلها وطبيعة النشاطات التي كانت تمارسها المحكمة الابتدائية بوجدة،الجمعة الماضي،أدانت بومدين خوار، المعروف ب"المهدي المنتظر" أو زعيم "الجماعة المهداوية"، بالسجن ثلاث سنوات سجنا نافذا، وغرامة 3 آلاف درهم في حين حكم على عضو آخر في المجموعة عبد العزيز العبيدي، بالسجن لمدة سنة نافذة، وغرامة 500 درهم. وبرأت المحكمة ثلاثة من أعضاء المجموعة، بينما سيدفع ثلاثة آخرون غرامة 5 آلاف درهم لكل واحد منهم، وتراوحت الأحكام بين البراءة والسجن ثلاث سنوات سجنا نافذا في حق ثمانية أعضاء من "الجماعة المهدوية". وعلم أن "المهدي المنتظر"، الذي ظهر في آخر جلسات المحاكمة ببنية جسدية نحيفة، وبلباس عصري، أجاب عن أسئلة رئيس هيئة المحكمة بهدوء وثقة في النفس، مصرحا أمام الجميع أنه المهدي المنتظر حقا، وأنه الوحيد الذي سيخلص العالم من كل الشرور. واكتست تصريحات المتهم طابع الغرابة، إذ لم يجد حرجا في التأكيد أمام هيئة المحكمة بأن الجيوش الإسلامية ستلتف حوله، وتحقق بشارته، حتى بعد إدانته، وأن جميع الأنبياء تعرضوا للظلم لإيصال رسالتهم. وقال "المهدي المنتظر" المزعوم أمام المحكمة إن "وزيره الأول"، عبد العزيز العبيدي، الذي أدين بسنة سجنا نافذا، لم يجبر أحدا من أتباعه على القيام بشيء، نافيا بأنه حرم على أتباعه حرية الاختيار وتدخله في اختيار المرأة المناسبة للرجل المناسب، والإشراف على زواج جماعي لأتباعه بمدينة تاوريرت. وادعى بومدين خوار، الذي كان يقطن بحي النهضة، في تاوريرت، أنه يرى الرسول، وأنه يأمره بأفعال معينة، ما جعله يتمكن من غسل أفكار مريديه، الذين آمنوا به ووهبوه ممتلكاتهم، ودخلوا في طقوس وصفت ب"الشاذة". وسبق أن صرح مسؤول أمني بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية إن عدد الشكايات، التي تقدمت بها أسر عدد من الشباب في كل من تاوريرت ووجدة ضد "المهدي المنتظر"، وطريقة إخراج الأموال من المغرب في اتجاه بلد مشرقي قريب من بؤر التوتر جعلت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تتحرك لاعتقال المتهم، الذي بدأ نشاطه سنة 2004. يذكر أن التحقيق ما زال جاريا للكشف عن علاقات هذه الجماعة بالخارج، والأهداف التي أسست من أجلها وطبيعة النشاطات التي كانت تمارسها.