التئم حوالي 50 جامعيا وباحثا ومثقفا من مختلف مناطق المعمور، بمداغ (إقليمبركان) مؤخرا، في إطار الدورة السادسة للملتقى العالمي للصوفية المنظم تحت شعار «التصوف ورعاية الحقوق: المنهج والسلوك». ويروم اللقاء المنظم بمبادرة من الطريقة القادرية البودشيشية بشراكة مع المركز الاورو-متوسطي لدراسة الاسلام المعاصر، أن يكون مناسبة لبحث دور الصوفية في الحفاظ على الحقوق الاساسية. وأوضح المنظمون في بلاغ، أن ألإشكالية تكمن في تحديد كيف يمكن للتربية الروحية، أن تجعل من هذه الحقوق الاساسية موجها لقيم معنوية كونية، معتبرين أن البعد القانوني ضروري من دون شك لضمان حماية الحقوق، غير أنه يظل «غير كاف». وبعد أن سجلوا أن الحفاظ على هذه الحقوق يجب ن يرتكز على بعد روحي وأخلاقي، أوضحوا أن التدخلات خلال الدورة السادسة ستتناول أساسا الاسلام وحقوق الانسان والبعد المعنوي والتدبير المتوازن للحقوق داخل المجتمع. وسيقوم باحثون مغاربة وأجانب (الولاياتالمتحدة وفرنسا وكندا وإيطاليا ومصر وفلسطين...)، في الفلسفة وعلم الاجتماع والاتصال والاقتصاد والعلاقات الدولية، بهذه المناسبة، بتنشيط موائد مستديرة وتقديم بحوثهم. وأشار المنظمون إلى أن اللقاءت العالمية للصوفية، تهدف الى التعريف بفضائل الصوفية للعموم وكشف البعد الداخلي والروحي للإسلام، وهي واجهة غير معروفة بشكل كبير، مسجلين أن هذا اللقاء يؤكد الاهمية التي توليها الزاوية القادرية البودشيشية لمقاربة علمية للبعد الاخلاقي للإسلام على غرار زوايا صوفية أخرى عملت دوما من أجل مقاربة تدعو إلى تحقيق توازن بين الحياة الروحية والعلمية والثقافية والإجتماعية للمجتمع. وأكد المنظمون، أن «المغرب القوي بهذا التراث الغني ,تأثر بهذه الاخلاق الروا حية التي تنشد قيم الحب والتسامح والسلام واحترام الآخر على مر القرون « مبرزين أن الطرق الصوفية، باعتبارها مدارس للتربية والتوجيه الروحي لعبت دوما دورا مهما في الحفاظ على التوازن الداخلي للافراد والجماعة، لانها استطاعت ملاءمة آلياتها الروحية بحسب الأمكنة والأزمنة.وخلصوا إلى أن الطريقة القادرية البودشيشية تطمح إلى تعريف الرأي العام العالمي بمدى غنى هذا الرصيد الروحي الضروري لحوار الثقافات الأديان. وفي لقاء خاص بشيخ الطريقة البوتشيشية،سيدي حمزة القادري البوتشيشي،أثار قضية خلافته على رأس الزاوية، وقال بهذا الخصوص إن «موضوع الخلافة على رأس الزاوية أمر محسوم فيه»، قبل أن يضيف قائلا في هذا السياق: «أنا الذي أقرر في من يخلفني، ولدي الإذن من الله ومن رسوله (صلى الله عليه وسلم) حول خليفتي الذي سيوكل إليه حمل سري بحسب عقد موثق»،في إشارة إلى تزكيته لابنه جمال الدين القادري البوتشيشي من أجل خلافته على رأس الطريقة. وامتنع الشيخ حمزة عن الخوض في القضايا المرتبطة بالمجال السياسي،مشددا،على أن طريقته ليست محصورة في المغرب، «بل هي -حسب قوله- رسالة كونية إلى جميع البشر،وهي طريقة صوفية ربانية ليست موجهة ضد جماعة أو طائفة أو فئة أو مذهب أو شريعة أو فرد»،في إشارة إلى اتهام الطريقة البوتشيشية بكونها زاوية مدعومة من طرف الدولة لمواجهة جماعة العدل والإحسان وحركات الإسلام السياسي. وأوضح الشيخ حمزة أن الطريقة البوتشيشية مستمرة وأنها عرفت ازدهارا على يديه،قبل أن يتابع قائلا: «اشتغلت على الطريقة حتى كثر عدد أفرادها وانتشر مريدوها عبر العالم،وربيت أجيالا وأشخاصا كانوا أميين فتعلموا وحصل العديد منهم على شواهد من جامعة القرويين». وفي سؤال حول وضعه الصحي، قال الشيخ حمزة: «أنا أتمتع بصحة جيدة كما ترى والحمد لله؛وخلافا لما يروج،مازلت أسهر على أمور الطريقة،ولولاي لما وصلت إلى ما وصلت إليه الآن،والقوة هي قوة القلب». من جهة أخرى،أوضح منير القادري البوتشيشي،حفيد الشيخ حمزة،كواليس الخرجات «السياسية» للطريقة خلال السنة الماضية،خاصة مسيرة التصويت على الدستور،مبرزا أن الطريقة خرجت عن صمتها ودعت إلى التصويت لصالح الدستور ل«تجنب الفتنة» وضمان استقرار البلاد،مضيفا أن الطريقة وشيخها،سيدي حمزة،كانوا يريدون أن يتضمن الدستور الجديد تنصيصا على العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والفقه السني والتصوف الجنيدي،موضحا أن هذه كانت ملاحظات الشيخ حمزة على الدستور. وذكر منير القادري أن علاقة الطريقة البوتشيشية بالحركات الإسلامية هي «علاقة احترام»، مضيفا قوله:«علاقتنا بالعدالة والتنمية علاقة محبة،وقد التقيت بعبد الإله بنكيران مرارا،وهنأه الشيخ بعد تعيينه رئيسا للحكومة،بينما أوصاني بنكيران بالسلام على الشيخ». ومغني الراب الشهير وأحد مريدي الطريقة البوتشيشية المعروف بمالك في مداغ بضواحي بركان على هامش احتفال الزاوية البوتشيشية بذكرى المولد النبوي.ونفى مالك،في «دردشة» ما نشر حول طلبه من اللاعب بنعرفة تقبيل رجلي الشيخ حمزة للدخول في الطريقة،موضحا أن هذا الكلام لم يصدر عنه؛وتابع مالك قائلا: «نزاعي مع اللاعب بنعرفة معروض حاليا أمام القضاء،وكان الهدف منه تشويه صورة الطريقة البوتشيشية».