لأنها أضحت مرتعا لمليشيات إرهابية وشبكات متخصصة في تهريب الأسلحة والمخدرات وتجارة البشر للمرة الثانية على التوالي يدق المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب ناقوس الإنذار حول الخطر الذي تشكله مخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر، ودعا في تقريره الأخير إلى إغلاقها، لما أصبحت تشكله من مرتع للميليشيات الإرهابية، وأرضا لتجنيد مقاتلين وعصابات إجرامية متخصصة في التهريب وتجارة البشر. واعتبر المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب، الذي يوجد مقره بالعاصمة الفيدرالية واشنطن، في تقريره حول «الإرهاب في شمال وغرب ووسط إفريقيا من 11 شتنبر إلى الربيع العربي»، أن مخيمات تيندوف باتت تشكل عائقا أمام الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل والصحراء. وأكد يونا ألكسندر، مدير المركز، الذي يقود مجموعة تفكير أمريكية تابعة لمعهد «بوتوماك»، على أن عدم إيجاد تسوية نهائية لقضية الصحراء، سيظل عقبة أمام أمن المنطقة ويعيق إرساء تعاون اقتصادي في منطقة المغرب العربي والساحل. وأضاف ألكسندر أن تهديد ما يسمى ب «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» يجب أن يكون محفزا للمجتمع من أجل وضح حد لانتشار أنشطة هذه الجماعة، وأن يضع على صدارة أولوياته تنقيل سكان المخيمات وفقا للبروتوكولات والاتفاقيات الدولية ذات الصلة. وأبرز مدير مركز الدراسات حول الإرهاب أن تسوية النزاع في الصحراء، سيمكن من إيجاد مناخ إيجابي لتعزيز التعاون الأمني والاقتصادي بين دول المنطقة، ومن شأنه أن يقوض التهديد المتزايد للإرهاب في منطقة شمال إفريقيا والساحل. وسجل التقرير، الذي قدم أول أمس بواشنطن، أن مخيمات تيندوف جنوب غرب الجزائر، التي تسيطر عليها جبهة البوليساريو أضحت مرتعا لمليشيات إرهابية تسعى إلى تجنيد مقاتلين للجماعات الإرهابية، واستقطاب أشخاص من طرف شبكات متخصصة في تهريب الأسلحة والمخدرات وتجارة البشر، مشيرا إلى عملية اختطاف المتعاونين الأوربيين الثلاثة. وشدد التقرير على أنه يتعين إغلاق هذه المخيمات لأنها تشكل عقبة أمام الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب على طول منطقة شمال إفريقيا ودول الساحل والصحراء. واستنادا إلى تقارير استعلاماتية من دول مختلفة، خلص التقرير إلى وجود صلات وثيقة بين تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وشبكات إجرامية من أمريكا اللاتينية لتنفيذ عمليات واسعة لتهريب المخدرات نحو أوروبا عبر منطقة الساحل، بتواطؤ مع أعضاء جبهة البوليساريو. وسبق لذات المعهد أن حذر، في شتنبر الماضي، من الأطماع التي تغذي عصابات البوليساريو للسيطرة على عمليات تهريب المخدرات بمنطقة الساحل والصحراء، وارتباطها بشبكات إرهابية وإجرامية. معتبرا أن استمرار النزاع في الصحراء يفتح الباب لتوسع أنشطة تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» في المنطقة المترامية الأطراف، والتي تشكل معقلا لها. وذكر التقرير السابق لمعهد الدراسات حول الإرهاب إلى أن المغرب سبق له أن أثار انتباه المنتظم الدولي، بشأن الأوضاع في المنطقة، وتواطؤ جبهة البوليساريو مع الجماعات الإرهابية والعصابات الإجرامية، وسعيها إلى تنويع أنشطتها في التهريب، وعبر المشاركة في التجارة المربحة للمخدرات. داعيا إلى عدم التقليل من أهمية التحالف السري بين عناصر من البوليساريو والتنظيم الإرهابي للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وتورطهم في الاتجار بالمخدرات، الشيء الذي يستوجب، حسب التقرير السابق واللاحق ، وضع حد لهذا الوضع الخطير. هذا الوضع يشكل تهديدا جديا للمنطقة المغاربية، مثلما يشكل خطرا يهدد الأمن القومي للولايات المتحدة، بفعل الترابط القائم بين الاتجار في المخدرات والإرهاب، بدليل أن مسالك الاتجار في الكوكايين من أمريكا الجنوبية تمر عبر منطقة الساحل والصحراء التي تسيطر عليها الجماعة الإرهابية.