أصوات المفرقعات وألعاب الأطفال النارية عادت لتغزو من جديد أحياء وأزقة مدن الجهة الشرقية ، لتقلق راحة المواطنين و تشعرهم بالخوف على بعد أيام قلائل من الاحتفال بذكرى عاشوراء، لم تستطع الحملات الداعية للتصدي لبيع هذه الألعاب الخطرة التي غالبا ما تخلف إصابات متفاوتة في صفوف القاصرين من الحد من انتشارها. مفرقعات غالبيتها من صنع صيني وإسباني تباع «على عينك يا بنعدي » بباب سيدي عبد الوهاب من طرف التجار المتجولين، ما يطرح علامات استفهام حول رواجها بالسوق المغربية بالرغم أن وزارة التجارة الخارجية لم ترخص كما أكد ذلك مصدرمن داخل الوزارة لأي مستورد بجلب المفرقعات. للإشارة فالمفرقعات ليست مادة عادية حرة الاستيراد، وإنما تخضع حسب الوزارة إلى تقنين صارم ولا يمكن استيرادها دون طلب ترخيص وموافقة الوزارة، فلا فرق بينها وبين المفرقعات الخاصة بالمناجم والصناعة لكونها تشكل خطرا على سلامة المواطنين . هاد الشي ديال المفرقعات ولا كيتباع بالهبال في وسط المدينة رغم أن هاد الشي ممنوع » تحدث الشاب بكل ثقة ودون انزعاج عن انتشار المفرقعات وتوسع سوقها بالمغرب رغم الحملات الأمنية ، التي تهدف إلى التدخل والحيلولة دون بيع وتداول أصناف معينة من المفرقعات، التي تروج في أسواق مدن وقرى الجهة الشرقية تزامنا مع الاحتفالات بذكرى عاشوراء. فرجال الشرطة واللذين يتجولون في دوريات منتقلة وراجلة بمختلف أحياء المدينة، لم يستطيعوا الحد من ازدهار سوق عشوائي ،ينمو كل سنة لبيع المفرقعات إلى أطفال وقاصرين يعمدون إلى إشعالها وإحداث الفزع في الشارع العام. تاجر آخر في المدينة القديمة، يؤكد هو الآخر أن ترويج وبيع المفرقعات ينتشر بشكل كبير قبيل حلول عاشوراء مشيرا إلى أن الأطفال والقاصرين هم أبرز مروجيها في السوق بعد اقتنائها من شباب يحملون حقائب رياضية، يقتنونها بدورهم من تجار الجملة المهربين. وتحمل ماركات المفرقعات المهربة أسماء غريبة ك و« النحلة » و« السيغار » و« البوكيمون » مرورا ب« الطيارة » و« النجوم »«ميسي » « الزيدانية »،التي تعتبر من أخطر أنواع المفرقعات المطروحة في السوق، إذ تحدث دويا وانفجارا شبيها بالمتفجرات، واللعب بها قد يصيب الأطفال بشظايا في العين يمكن أن تحدث لهم عاهة مستديمة. يتم طرحها في السوق بأسعار تتراوح بين 50 و60 درهما، ويتحفظ مروجوها في الإعلان عنها، خوفا من الاعتقال، لخطورتها. وتباع « النحلة » بثمن 3 دراهم للواحدة ، أما المجموعة فتضم 12 وحدة، وغالبا ما يروجها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 14 ربيعا ، يقتنون الواحدة منها بدرهمين ونصف الدرهم. أما « السيغار » أو « ماجيكال شوت »، وطوله نصف متر، والذي تنبعث منه ألوان احتفالية مختلفة، فيتراوح سعره ما بين 20 و25 درهما . جمعيات المستهلك وفي خطوة استيباقية ، حذرت من الأخطار المحدقة بصحة وسلامة المستهلكين من جراء الإقبال على اقتناء الألعاب النارية « المفرقعات » خلال أيام الاحتفال ب «عاشوراء » ،لكونها تشكل خطرا على صحة الأطفال والنساء الحوامل الذين يشكلون الفئة الأكثر عرضة للضرر. لتثير الإنتباه في هذا الإطار إلى الغزو التجاري الأسيوي للسوق المغربية ، والتي يتم إغراقها بالألعاب النارية والتي تجلب غالبا من اسبانبا عبر سبتة ومليلية أو من الجزائر عبر التهريب من وجدة دون حسيب ولا رقيب. من أهم المخاطر التي تم التحذير منها كذلك الأضرار الجسدية ،فالمفرقعات والألعاب النارية تتسبب كل سنة في حوادث أصبحت مألوفة في هذه الفترة من الاحتفالات ، من أخطرها والتي سجلت السنة الماضية ،إصابات العين والجروح على مستوى اليدين التي تصل إلى حد البتر، والتي سجلت في صفوف أطفال لا تتجاوز أعمارهم عشر سنوات . بالإظافة إلى الحرائق التي تنجم عن يوم « شعالة » والتي يحتفل بها المغاربة في العاشر من محرم .