مطاردة القذافي متواصلة وأنباء عن توجهه نحو الصحراء انتقد علي الريشي، وزير الهجرة الليبي السابق، الذي التحق بالثوار، الموقف الجزائري إزاء الثورة ضد نظام العقيد معمر القذافي. وقال الريشي في تصريح أدلى به لإذاعة (ميدي 1)، تعليقا على الموقف الجزائري حيال التطورات في ليبيا، بثته مساء أول أمس الخميس، إن الثوار يشعرون بخيبة أمل إزاء موقف الجزائر من ثورة 17 فبراير في ليبيا. وقال في هذا الإطار إن "مواقف رسمية لبعض الدول جعلتنا نشعر بالألم والمرارة، ولكن سنسعى لتجاوز ذلك، عندما تأتي هذه الدول وتعبر عن حسن نواياها". وفي سياق مطاردة القذافي، أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية أنه لا القدرات الأمريكية ولا قوات حلف شمال الأطلسي تستهدف الزعيم الهارب. وسلطت تعليقات مسؤولين في وزارة الدفاع، ووزارة الخارجية الضوء على حساسية واشنطن تجاه أي تحول متصور في المهمة العسكرية لحلف الأطلسي في ليبيا نحو التورط المباشر في تغيير النظام هناك. من جهته، قال الرجل الثاني سابقا في نظام القذافي، عبد السلام جلود، أمس الجمعة، إن العقيد معمر القذافي قد يكون موجودا جنوبطرابلس أو يكون قد توجه إلى الصحراء. وأكد جلود، الذي فر من بلاده ويوجد حاليا في إيطاليا منذ السبت الماضي، بأنه "لم يبقى حول القذافي إلا أربعة أشخاص، وهناك احتمالان اثنان، إما أنه مختبئ في الجزء الجنوبي من مدينة طرابلس، أو أنه قد غادر بالفعل، منذ مدة". وأوضح جلود أن الفرضية الأولى توحي بأن القذافي مختبئ "حتى يجري إعادة فتح الطرق، وبعد ذلك يخرج متنكرا في زي امرأة أو شيء من هذا القبيل لمغادرة" العاصمة. أما الفرضية الثانية، وهي أنه قد يكون غادر بالفعل منذ زمن، ويوجد إما على الحدود مع الجزائر، أو في سرت وسبها حيث سيعبر الصحراء". من جهة أخرى، صرح المسؤول الثاني في قيادة المجلس الانتقالي الليبي، محمود جبريل، أمس الجمعة، في اسطنبول، أن بقاء الإدارة الليبية الجديدة مرتبط بالإفراج عن الأرصدة المجمدة. وقال جبريل في مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية التركي، أحمد داود اوغلو، "ينتظر الكثير من الإدارة الجديدة بعد سقوط النظام (...) والإفراج عن الأرصدة المجمدة أساسي لنجاح ممهمتها". وأضاف أن هذه الأموال ضرورة لتعمل الخدمات الصحية بشكل طبيعي وليتم دفع رواتب الموظفين، الذين لم يتلقوا أجورهم منذ أشهر. ووصل جبريل، أول أمس الخميس، إلى اسطنبول، حيث عقد دبلوماسيون رفيعو المستوى في مجموعة الاتصال حول ليبيا اجتماعا. من جهة أخرى، أكد جبريل ضرورة "استعادة الأسلحة بسرعة" من أيدي الثوار، بعد النصر الحاسم على النظام السابق "من أجل بناء جيش وطني وقوة قادرة للشرطة". أما داود اوغلو فرحب بقرار مجلس الأمن الدولي، الصادر أول أمس الخميس، بتحريك 5،1 مليار دولار من الودائع الليبية المجمدة لتمويل مساعدة عاجلة لإعادة أعمال البلاد. وقال "يجب أن يعاد إلى الشعب الليبي ما يملكه"، كما دعا إلى اعتراف دولي بالنظام الليبي الجديد، وبعلمه في الهيئات العالمية. من جهتها، دعت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أول أمس الخميس، الثوار الليبيين إلى التصدي بحزم "للعنف الناجم عن التطرف" واعتبرت أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون "حاسمة" في ليبيا. وقالت في بيان "الوضع ما زال غامضا ولكن من الواضح أن عصر القذافي شارف على نهايته، فاتحا الباب أمام عصر جديد في ليبيا، عصر الحرية والعدالة والسلام". وأضافت كلينتون "ندعو القذافي وأسرته ومناصريه إلى وضع حد للعنف باسم الشعب الليبي ومستقبل ليبيا". وكان القذافي المطارد، دعا أول أمس الخميس، إلى المقاومة، في حين قرر الثوار نقل مجلسهم التنفيذي إلى طرابلس.