زوجة رئيس جمهورية الوهم التي هي وزيرة الثقافة ترفع سوط الجلاد وتصدر رزمة من القرارات العميقة أفاد مصدر موثوق من داخل المخيمات لجريدة " العلم"، أن قيادة الرابوني، وهي تسعد لإعداد مؤتمرها الشعبي ال13 عشر في شهر دجنبر المقبل، تعيش على صفيح ساخن بسبب موجة التمرد على "السلطة"، المطالبة بالتغيير وإسقاط رؤوس الفساد، بل الأكثر من ذلك وضع حد لمأساة إنسانية صنعتها هذه القيادة الفاسدة والمرتشية بمعية مناصريها، اسمها مخيمات لحمادة تندوف، عمرت 35 سنة من الحصار الفكري والاسترزاق من معاناة اللاجئين، مقابل حلول من الأوهام والأحلام العنترية. وأضاف هذا المصدر المتعاطف مع شباب الثورة، أو ما يعرف بشباب 5مارس المعارض لسياسات قيادة الرابوني، في مكالمة هاتفية، أن خروج بلبل المخيمات عن سرب المغردين للجبهة زاد الطينة بلة وهز أركان ما يسمى بالقصر الرئاسي بالرابوني و رجح الكفة المعارضة وشباب الثورة والتغيير، موضحا أن الأمانة العامة للجبهة كانت تنتظر أن يصدر بوقها السابق، الفنان الناجم علال، ألبوما ثوريا تسوق به حملتها الدعائية ل "النسخة المكررة" لمؤثمرها الشعبي، تسخره لترميم الشقاق وحل أزمة الثقة التي اشتد وطيسها بين رجالات القيادة المستفيدين من النزاع المفتعل وعامة المهمشين من ساكنة المخيمات، والمستغلين بطريقة بشعة للاغتناء وخدمة لوبيات مرتشية وأجندة عسكرية للبلد المضيف. وذكر المصدر أن من تسمى بوزيرة الثقافة، خديجة حمدي، وهي زوجة محمد عبد العزيز المراكشي، عقدت اجتماعا، يوم الجمعة المنصرم، دعت إليه كل الأطر وجميع الفرق الغنائية التي لا زالت تغرد بخطابات القيادة، لتعلن رسميا عن طرد الناجم من منصبه كمدير عام بما يسمى بوزارة الثقافة، كما تم خلال هذا الاجتماع، الإعلان الرسمي على حل فرقته الوطنية وتوزيع أعضائها على باقي الفرق الفنية غير المغضوب عليها، وفسخ جميع عقود العمل مع الإذاعة والتلفزة الوطنية للجمهورية الوهم ، وتوقيف توزيع جميع أغانيه الثورية السابقة، ومنعه من السفر خارج المخيمات في إطار عقود العمل مع شركات أجنبية لتسجيل الأشرطة السمعية البصرية، واتهمته رسميا بالخيانة والعمالة للمغرب، الأمر الذي ليس بالجديد ولا غريب على أعضاء القيادة والمناصرين لأطروحتها، باتهام كل من ندد بالفساد داخل المخيمات وأبدى اقتناعه بمقترح جاد يعجل بالحل السلمي لإنهاء معاناة المحتجزين، أو ينصف تاريخ المغرب في حدوده الحقة، يصبح خائنا وعميلا بمرسوم الجبهة التي تدعي الديمقراطية، وهي في حقيقة الأمر، تجرم الإبداع الحر وتمنع حرية الفكر و لا تؤمن بتعدد المواقف داخل المخيمات، حالها كحال من يمشي زاجا برأسه في برميل ماء، لا يسمع سوى صدى زفيره، ولا يرى غير صورة شبيهة بوجهه يعكسها سطح الماء متلاطم من فعل حراك المسير. من جهته أعلن مصطفى محمد فاضل، أمين عام ما يسمى بوزارة الثقافة، في اجتماع عقده صبيحة يوم الأحد و سماه بالطارئ، اتهامه المباشر للفنان الناجم بالخيانة العظمى والعمالة ل" العدو"، مؤكدا خلاله على جميع القرارات الزجرية التي اتخذتها "وزارته" الوصية في حق من خدم أهداف القيادة لسنوات وتغنى بخطاباتها سلفا، وهو رد فعل جد طبيعي لمنتهزي الفرص، من أجل التقرب وتقديم " فروض الولاء والطاعة" لزوجة الرئيس المتوج، لدويلة رسمت حدودها في مخيلات الواهمين، خاصة وأن المؤتمر ال13 على الأبواب والتسابق على المناصب داخل الأمانة العامة للجبهة بدأ التجند له في الكواليس. وأوضح مصدرنا بالمخيمات، و نقلا عن الفنان الناجم، أن هذا الأخير حين توصله بخبر القرارات الرسمية، التي كانت قيادة الرابوني قد لوحت بها شفويا قبيل صدور ألبومه الثوري في الاتجاه المعاكس، وفعلتها خديجة حمدي، انتقل إلى مقر الوزارة المذكورة، ليخبر أمينها العام، بكونه سيصدر ألبوما جديدا بعد شهر رمضان، يفضح فيه كل أنواع فساد قيادة الرابوني وكل انتهاكاتها لحقوق المحتجزين، وكل ما تخفيه وزارة الثقافة المزعومة، ويكشف طابوهات القيادة، طالما أن حرية الإبداع والتعبير وإبداء الرأي يعتبر خيانة وعمالة بمفهوم قيادة تتغنى بالديمقراطية، مذكرا أنه سيحرر الطرب والإبداع و الحقل الثقافي في المخيمات من قيود الاستعباد والخنوع لرغبات سادة الرابوني على حساب المستضعفين، ويعيد قاطرة الثقافة نحو الوجهة الصائبة، كي يؤدي الفن رسالته الكونية في خدمة الفكر والشعوب وتوحيد القلوب. وأفاد مصدر آخر مقرب لبلبل المخيمات، أن شرطة ما يسمى بولاية اسمارة كانت قد أوقفت، ليلة الخميس المنصرم، الفنان الناجم علال وهو في طريق عودته لبيته في مخيم 27 فبراير، بعد أن أنهى حفلا عائليا تغنى فيه بألبومه الجديد، وذكر المصدر أن الشرطة استفزته بشكل واضح، و هددته باتخاذ إجراءات صارمة في حقه إذا ما تغنى بهذا الألبوم ثانية، واحتجزت سيارته واعتقلت رفيقه لمدة 24 ساعة، ونقل عن الناجم أنه رد على رجال أمن دويلة الأرض المستعارة، بكون "صحوته لن تسمح له مجددا بغير التغني للحقيقة، وأنه لن يخون مستقبلا جماهيره وأهاليه المحتجزين، بتزوير الواقع والتستر على المفسدين وبيعهم الأحلام والأوهام"، التي لن تمدهم بحل غير الإقبار في أرض قاحلة خلاء، مخيماتها سجون أسرها مفتوح المدى، صيفها جحيم و شتاؤها قصف لبيوت طينية، شكلتها أيادي الأطفال والنساء والكهول كي تتخلص من ضجر دقائق الزمن الرتيب. وأكد مصدرنا أن الشرطة تفادت اعتقال الناجم واعتقلت رفيقه، حتى تتفادى غضب جماهيره في خضم الاستعدادات لإنجاح المؤتمر الشعبي للقيادة، والذي يعتبر موسما مباركا لجمع تبرعات الأطراف المؤججة لنزاع ملف الصحراء، ومناسبة لكسب 60 مليون دولار من الخزينة العامة للجزائر كهبة سنوية. وذكرت مصادر متطابقة أن الأمانة العامة اعتادت منذ الثمانينات التستر عن جرائمها في حق الإنسانية، تحت غطاء ما تسميه بالأغاني الوطنية للجمهورية الوهمية، هذه الأغاني الخطابية التي كان يكتبها ويلحنها ويغنيها الفنان الصحراوي الناجم علال، رائد الزجالين والمطربين الصحراويين كما يصنفونه في المخيمات، لينقلب السحر على الساحر و "يتحفهم" الناجم، في الأسبوع المنصرم، بألبومه شباب التغيير، محذرا فيه صحراويي المخيمات من خلال أغنية " الفدية والدم" من التعامل بلين مع خطابات وعود القادة التي يجددونها في كل مؤتمر، ومطالبا إياهم بمقاطعة المؤتمر الشعبي، الذي لا يخدم سوى مصالحهم على حساب مصير المحتجزين المعلق. وحسب هذه المصادر فإن ما قام به الناجم لم يكن في حسبان قيادة الرابوني، فالناجم رفض هذه المرة أن يتستر عن الذئب المدسوس بين الخراف، وهي التي كانت تنتظر منه أن يرد شباب 5مارس إلى ما تعتبره الرشد والطريق السوي، والتخلي عن وقفاتها الشهرية أمام مقر رئاسة الرابوني، وأن يهدء العصيان بالنغم والصوت الرنان، وهو الأمر ذاته التي قامت به القيادة في شهر مارس المنصرم حين استنجدت بشيوخ القبائل لردع شباب الثورة عن احتجاجاتهم دون أن يكلل تدخلهم بنجاح يذكر، كما استنجدت بعلي سالم ولد التامك عن الجمعية الصحراوية لحقوق الإنسان كي يستأجر شبابا من الانفصاليين من الأقاليم الجنوبية، كي تملأ بهم الفراغ خلال مؤتمرها الشبابي بمناسبة الاحتفالات بذكرى 17 يونيو لما تسميه بعيد انتفاضة الثورة الشعبية، بعدما قاطع شباب المخيمات هذا المؤثمر، نجح التامك في استقطاب ما يزيد عن 100 شاب موهوم بالفكر الانفصالي الذين دفعت أظرفتهم الجزائر، لكنه لم ينجح في إقناع شباب الثورة بالعدول عن عصيانهم لسلطة الرابوني. كل هذه المجهودات بدلتها قيادة البوليساريو من أجل إخماد نار العصيان الشعبي وكتم الأصوات المنددة بالفساد والمطالبة بالتغيير، التي انتقلت عدواها لشيوخ تحديد الهوية كما هو الشأن بالنسبة لمحمد لمين خطري، ليأتي الدور على أهل الفن والطرب على يد الناجم علال، فهل ينجح المؤتمر الشعبي في ظل أجواء داخلية مكهربة وظرفية إقليمية و دولية مشحونة بعد تورط البوليساريو في حمام الدم الليبي؟. علما أن القيادة كانت قد أجلت مؤتمرها السنة الماضية، وسيكون مهزلة تاريخية إن أجلته هذه السنة أيضا. وعلى مستوى آخر أكد مصدرنا خلال مكالمته الهاتفية التي انقطعت قبل إتمام دردشتنا معه لأسباب نجهلها، أن ألبوم الناجم لقي نجاحا منقطع النظير داخل المخيمات وأن ثمنه بلغ 500 دينار جزائرية أي ما يعادل 50 درهم مغربية، في حين لا تتعدى أشرطة الشاب خالد وبلال في المخيمات 40 دينار وبلغ ثمن تحميلها 250 دينار في حين تحمل باقي الشرائط بما قيمته 20 دينار تقريبا، علما أن معدل مدخول الفرد البسيط، وهم يمثلون الأغلبية في المخيمات لا يتجاوز 600 دينار جزائري شهريا، أي ما يقارب 60 درهم في الشهر. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تعطش ساكنة المخيمات لصوت يصف حقيقة معاناتهم دون انحياز أو تستر. وللإشارة فالناجم ترنم في ألبوم شباب الثورة قائلا" خد قرارك بإييد واتدارك الأمور.. واقطع رؤوس الفساد والبدائل بين إدييك"، وقال أيضا "عقود من اسنين وأنت عقلك مقفول، آش بيك امغرب في اتراب الغير وأرضك واترابك يناديك"، و في أغنية " السلطة" نعت الناجم السلطة بالفاسدة والمستبدة وبكونها سبب مأساة المحتجزين الصحراويين وأبعادهم عن وطنهم الأم وعن خيرات بلهم طيلة 35 سنة ومن أوهام والكذب، وقال فيها" السلطة كسرت نابنا، وكسرت اعصاتنا( أي العصى التي يتكأ عليها الشيخ) و اخلاتنا وادراتنا واشحال من مرة عسراتنا( أي أبعدتنا وخذلتنا وفرضت علينا حياة البؤس)، وفي مطلع آخر قال عنها " ما بيدك قرار ويتحكم فيك الغير واتسم نفسك نظام"، وفي قصيدة تضامن مع مصطفى ولد سلمى، طالب الناجم قبائل اركيبات الساحل و لقواسم و الفقرة والبيهات واولاد ابراهيم وداود برفع الظلم والحيف عن ابنهم مصطفى سلمى، والخروج عن صمتهم الذي وصفه بالعار و الواقع" الشين"، وقال عنهم" إلا عاد فيكم يا الناس فعل البو عن ولدو يرتد، واقعكم شين وماهو لاباس اللا قومو ديرو لو حد"، وطالب منهم ومن كل صحراويي المخيمات باتخاذ العبرة منه، وتبني اختيار الحكم الذاتي، من أجل نفض الغبار عن مقترح الجاد الذي ظلت البوليساريو لسنين تمنع مناقشته والتعريف به داخل المخيمات، ودعاهم إلى مراجعة حساباتهم بشأن وضع حد لوضعية اللجوء، التي لا تخدمهم بقدر ما تخدم صانعيها والعودة للوطن الأم قائلا" بلادك و ترابك يناديك".