تعاني منطقة الريف بصفة عامة ،والريف الأوسط والشرق بصفة خاصة ، من معوقات متعددة تهم مختلف المجالات المرتبطة بالتنمية منها مايعلق بالبنيات التحتية ومنها مايتعلق بالوضعية الجغرافية للمنطقة ، والتي تشكل عقبة امام تطور المزدود الفلاحي. فإذا نظرنا بعين الإعتبار الى الوضعية الجغرافية ، نلاحظ هيمنة الطابع الجبلي على المنطقة والتي تزيد عن 70 في المائة ، خصوصا بمنطقة تيزي وسلي ، تاستيت اولاد علي بعيسى ، اما الحيز السهلي ، فلا يتعدى 25 في المائة ينحصر مابين ميضار أزلاف وقاسطة. هذه الوضعية الجغرافية المعقدة تنعكس بشكل سلبي على القطاع الفلاحي ، زراعة الحبوب في المناطق المرتفعة ، ويبقى محاصيلها ضعيفا نظرا لتقلبات المناخ ، واستعمال المواد التقليدية ، زد على ذلك إن بعض المناطق الجبلية لاتنيت بشكل قطعي ، نظرا لتراكم الغازات السامة ايام الأستعمار . اما المناطق المنخفظة ، فتقتصر على بعض الزراعات المعاشية ، والأشجار المثمرة ، ويأتي في مقدمتها أشجار الزيتون ، التي تهيمت على المنطقة ( تاستيت ) بني حازم ، ميضار ، تافرسيت لكن هذه الزراعات لاتخلو من مشاكل ن ، من قبيل الملكية المجهرية للأرضي. اما فيما يخص البنيات التحتية فحدث ولاحرج ، خصوصا فيما يتعلق بالمحاور الطرقية ، اذ ان الطريق الرئيسية المرتبطة بين الناظور وتازة عبر تيزي وسلي ، موروثة عن حقبة الإستعمار ، ولم تستفيد من اي سياسة اصلاحية ، من قبيل مبادرة تنمية اقاليم الشمال والشرق. اما المجال التعليمي ، فإنه لايخلو من مشاكل ، من قبيل الخصاص الموجودة في عدد المتعلمين ، اضافة الى بعد المركز التعليمية عن التلاميذ ، خصوصا الثانويات والتي تقتصر على ميضار وأكنول في المنطقة بأكملها . اما القطاع الصحي ، فلا يخلو من مشاكل ، من قبيل برودة الاسعافات المقدمة ، وضعف التجهيزات المتوفرة في المستوصفات ، باستثناء مسستشفى الجمعية لتصفة الكلي ، المتواجد بميضار ، والذي يعتبر نقطة الضوء الوحيدة في المنطقة. على العموم فمشاكل التنمية بمنطقتي الريف الأوسط ، لاتعد ولاتحصى . اما السؤال المطروح ، هو متى سننتقل من العصر الجاهلي الى العصر الحديث ، ونستفيد من سياسات الاصلاح والتنمية ، التي تستفيد منها باقي المدن المغربية .