العثور على أسلحة وسط ملابس مهربة حددت المصالح الأمنية المغربية، بداية الأسبوع الماضي، هوية متهم بتهريب الأسلحة في رزم الألبسة المستعملة المهربة إلى التراب الوطني، بعد أبحاث وتحريات باشرتها، منذ ماي الماضي، لفك لغز مسدسين وخراطيش رصاص عثر عليها في أكياس ألبسة هربت من فرنسا. وعلم أن المتهم كان وراء ثلاث عمليات تهريب للأسلحة، الأولى في بداية ماي الماضي، إذ عثرت مصالح الجمارك بميناء طنجة على مسدس مخبأ في كيس كبير للألبسة المستعملة المهربة من فرنسا. وكانت العملية الثانية في الشهر نفسه، إذ تم إشعار المصالح الأمنية بفاس بالعثور على مسدس آخر مهرب في كيس للألبسة المهربة بالطريقة نفسها من فرنسا. وبخصوص العملية الثالثة، فقد كشف أمرها، يوم الاثنين الماضي، حين تقدم بائع ألبسة في حدود الساعة السادسة و45 دقيقة مساء أمام مصالح الشرطة القضائية بفاس، يخبرها بعثوره، لدى تفريغ أكياس الألبسة المستعملة المهربة من فرنسا، على 28 رصاصة. وانتقلت الشرطة القضائية إلى المحل الذي يستغله هذا الشخص وأجرت معاينة على البضاعة والرصاص وتبين لها أنه من عيار 12 ملمترا، ليتقرر إحالة خراطيش الرصاص على قسم الأسلحة لإجراء بحث تقني حولها وتحديد مصدرها. واستمع إلى الشخص الذي بلغ عن عثوره على الرصاص الحي من طرف عناصر الشرطة القضائية، وكشف أنه تسلم الألبسة المهربة من مغربي يقيم في فرنسا، وأنه تفاجأ لدى عثوره على الرصاص، فقرر تبليغ الشرطة. ووفق معلومات تم الحصول عليها، فإن المصالح الأمنية المغربية تنسق مع الأنتربول في الملف، لتحديد مصدر الأسلحة التي هربت إلى داخل التراب الوطني بهذه الطريقة والشبكة التي تقف وراء المغربي المقيم في فرنسا والذي حددت هويته. ومن شأن الأبحاث الجارية، بتنسيق بين مكتب الأنتربول في الرباط ومصالح المنظمة الجنائية الدولية، أن تكشف حقائق جديدة تتعلق بالمتهم أو الشبكة التي تقف وراء عمليات تهريب الأسلحة المشار إليها، وإن كانت نفذت عمليات أخرى لم يتم كشفها. ورجح مصدر مطلع أن يكون المتهم نفذ العمليات المشار إليها بشكل فردي وأن لا يكون منتميا إلى شبكة منظمة، موضحا أن التركيز حاليا منصب على إلى من كانت موجهة تلك الأسلحة، مع فرضية أن لا يكون مهرب الألبسة المستعملة المقيم في فرنسا على علم بوجود أسلحة أصلا في بضاعته. يشار إلى أن اكتشاف المسدسين وخراطيش الرصاص وسط الألبسة المهربة دفع المصالح الأمنية والجمارك إلى تشديد إجراءات المراقبة والتفتيش في النقط الحدودية، إذ أضحت جميع العربات المحملة بهذه البضائع تفتش يدويا من طرف العناصر الجمركية بتنسيق مع شرطة الحدود. ويذكر أن الألبسة المستعملة تهرب من طرف شبكات يقيم أفرادها في دول أوربية، وبعضها يستغل فترة العبور خلال فصل الصيف لزيادة حجم البضائع المهربة.