نستحق في هذه الجهة فعاليات شابة وأطر كفئة لتمثيلنا؟ ذ.زهرالدين طيبي .................................................................................. على بعد أسابيع معدودة من استحقاقات 12 يونيو المقبل، بدأت تظهر ملامح المرشحين ووكلاء اللوائح لهذه الاستحقاقات لتمثيل السكان في الانتخابات المحلية لتسيير الشأن المحلي، ملامح لا تعدو أن تكون لوجوه مكررة وأسماء مجترة.. ليبقى نصيب الجهة الشرقية ومسالة الشأن المحلي مجرد كلمات من هوى وجدان المرشحين وسماسرتهم. بكل صراحة وإلى حدود ساعات معدودة قبل إغلاق الجريدة يمكن الجزم مع استثناءات نادرة جدا أن الأسماء التي طفحت على الساحة لا تعكس مستوى ساكنة الجهة لا عمريا ولا ثقافيا ولا حتى سياسيا، فجل المرشحين ألقت بهم أمواج الجهل والأمية على شواطئ الشأن المحلي، و معها ربما الأرصدة المالية غير المشروعة دفعت بهم في غياهب السياسة، فمنهم من لا يستطيع كتابة اسمه، ومنهم من عمر طويلا في الجماعات دون فائدة تذكر، ومنهم من سقط سهوا على السياسة بعدما لفظته قطاعات أخرى... طبعا الإشكال المطروح لم يعد يخص أسماء المرشحين، بقدر ما بات يهم الأحزاب التي بدورها ألقت بالمبادئ جانبا مقابل الظفر بمقاعد قد تضيف لها القوة العددية للوصول إلى تسيير الشأن المحلي وتحقيق أكبر عدد من الجماعات، وعوض أن ينصرف بعض الزعماء للتقاعد وفسح المجال أمام الشباب والأطر القادرة على مواكبة سرعة مغرب العهد الجديد، لا زالوا يكرسون عبر التزكيات التي تشوبها عدة شبهات نفس الوجوه التي شاخت في السياسة، ونفس الأسماء التي أصبحت ثقيلة على مسامع السكان والمواطنين. لا غرابة إذن أن يظفر أمي أو جاهل أو محدود المعرفة بتزكية حزب دون أن ينالها الوزير، ولا عجب أن نجد أطر الأحزاب متذمرة عاجزة عن فعل أي شيء، وكأن قدرها أن تدير أو تشارك في حملات انتخابية دون أن يكون لها حظ خوض التجربة في يوم من الأيام. المطلوب في تسيير الشأن المحلي بالجهة الشرقية اليوم أن يكون لها برلمانيون يحملون هم الجهة ومستشارون جماعيون يشاركون في دفع عجلة التنمية الاقتصادية حتى لا تتكرر أخطاء الماضي، ويبقى المفروض في قيادات الأحزاب أن تجدد دمها، وتطور أداءها، صحيح أن نسبة الأمية مرتفعة، وصحيح أن الديمقراطية تقتضي أن يتم تمثيل هذه الفئة، لكن ماذا عساها تفعل لنفسها وهي لا تمتلك أدوات الحوار والتمثيلية الفعالة؟ لقد حان الوقت أن يحيل زعماء الأحزاب الدين شاخوا في هرمها أنفسهم على التقاعد قبل أن يرغموا على ذلك، فمغرب الملك محمد السادس لم يعد في حاجة إلى أمثال الراضي وعباس الفاسي و أحرضان واسماعيل العلوي، وغيرهم، لقد دخل هؤلاء تاريخ المغرب حتما وتركوا بصماتهم بالأكيد، وما عليهم اليوم ليحترموا تاريخهم سوى أن يمنحوا المشعل للجيل الجديد بكل روح رياضية وبكل ديمقراطية، حتى ينعكس على المرشحين، لأن هذا السلوك هو الذي سوف يبعث دما جديدا في البرلمان والمجالس والجهة والحكومة... وهذا السلوك هو الذي سوف يفرض تحديد الشروط الموضوعية لدخول الانتخابات ونسبة المشاركة في كل الاستحقاقات وتعيد الثقة في المواطنين. إن الجهة الشرقية ستكون أفضل بفعاليات شابة تقدر المسؤولية وتصنع القرار، ولن تكون على دربها الصحيح مع استمرار تكريس نفس الوجوه والأسماء التي لم تقم سوى بحفظ امتيازاتها ومصالحها، ولم تتخلص من سلوك البيع والشراء في الذمم ودخول سوق النخاسة الانتخابية. لقد حان الوقت ليقوم المواطن بدوره، وبعد ما بدأت مؤسسات الدولة تستعيد ثقة المواطن، ما على الأحزاب سوى أن تتحرك في نفس الاتجاه للتأطير واستعادة ثقة الشباب في هيئاتها التي هرمت دون أن تتجدد ولو بعد عقود. وما على المواطن المثقف عبر صناديق الاقتراع غير القيام بدوره وبعث رسالة واضحة المعالم لمرشحي النوبة الانتخابية الجماعية...(الحدث الشرقي)