- برنامج ثقافي للاحتفاء بالذاكرة التشكيلية للجهة الشرقية. شعاع مستعص عن النسيان. شحنة خيال هاربة نحو معاني كائناتها . لوعة باسقة تلتحف هالة من قلق أنيق. غيمة مترعة بالحنين تعبر مسرعة نحو زرقة العدم لتجهش مطرا بالألوان. قوس قزح يتفتق من بصيرة الذات ليتشكل لوحات مثخنة بالأضواء. شلال أسرار يصب من قمم الأحلام إلى مروج التجلي .. كما لم يكن الشفق في حاجة إلى خطاطيف المساء كي يثبت زينته بحمرة الغروب، لم يكن ميشاب في حاجة إلى مقاعد المدرسة كي يتعلم تهجّي أجنحة الفراشات.. لم يكن في حاجة إلى بركار المعلم كي يرسم دائرة الوله الرغيد.. لم يكن في حاجة إلى دفتر السندباد ومحبرة المداد كي يحوّل الأشياء إلى رموز، ويلقي القبض على استعارات الوجود، كان يرغب في الكتابة بالأشياء ذاتها.. كان يكتشف قاموسه الخاص من نواميس مجرة وجودية تخصه وحده. . محمد ميشاب واحد من الأسماء التي ستظل منقوشة في الذاكرة التشكيلية للجهة الشرقية للمغرب. كأي ربيع مر محمد ميشاب من مدينتنا. بألوانه الدافئة ، بأضوائه الفاتنة، بأندائه الساحرة، بأسراره الغائرة. بعنادله وهزاراته بسوسنه وجلناره وطنين نحله وأريج خياله مر من بيننا على عجل. هذا رجْع أرائجه يُسمع من لوحاته . هذا لمْع أحلامه يشعّ من نفحاته. هذا حفيف ريشته . هذا نبض قلبه يسكن جدران المدينة القديمة. هذا وقْع رؤاه يتردد بأبواب وجدة. هذا سعاله يتحول إلى إيقاع لبناء الكون . هذا هو بعطره وسحره . هذا هو بإشراقاته وانهياراته. هذا هو بغيابه الممعن في الحضور . هذا هو كعادته يكسب ذاته حيوات متجددة.. هذا هو يصدح للصحب بأغنية لمحمد عبد الوهاب. هذا هو يتحرك خفيفا فوق خشبة المسرح ليهيئ بما ينزف من أنامله من عناكب سينوغرافيا لمسرحية الحياة. لم يكن محمد ميشاب يوما يلهث وراء موضات التشكيل، ولم يكن ينساق للصيحات الفنية المفتعلة.. كان يحرص على أناقة فرادته. يستنطق المواد ويسوقها إلى اكتساب هويتها الجمالية بواسطة رفع درجة التناغم الفني بينها. يستدرج الكون بمعطياته المادية ليخلق منه كونا مغايرا يليق بأناقة أحلامه. يلتقط بقايا الأشياء ليضيف إليها لمسته فتتحول إلى مجسمات روحية وأعمال فنية قابلة للبقاء في سياقات مبتكرة. لا يكلف نفسه عناء الذهاب بعيدا كي يلتقط نبض الحياة، لكنه حين يتملك هذا النبض يغوص فيه عميقا إلى درجة الحلول الصوفي، حتى إذا اكتمل خشوعه الفني اكتملت معه تضاريس الروح الجمالية على سطح لوح أو حصير أو سجاد أو أي شيء آخر يؤثث يوميات الناس البسطاء.. إنه فنان يحتفي بالنهايات كي يمنحها مسارات سرمدية لتدشين بداياتها الخالدة. برنامج ثقافي للاحتفاء بالذاكرة التشكيلية للجهة الشرقية
احتفاء بالذاكرة التشكيلية للجهة الشرقية، وتثمينا للبعد الفني للهوية الثقافية المحلية، ومساهمة في إثارة انتباه الناشئة إلى جوانب مضيئة من رأسمالها الرمزي ورصيدها اللامادي الغني، الذي يشكل خزانا للتربية الجمالية، وأفقا ثريا للإبداع ، وإسهاما منها في التنشيط الفني والثقافي للجهة الشرقية عبر فتح الأعين على مكنوناتنا الفنية الثمينة، تنظم "جماعة المتحف للفن والثقافة بوجدة"، و"جمعية گفايت للثقافة والتنمية" ، و" جمعية جذور الفن والتنمية "، وجمعية" أليسيا الفرنسية"، بتنسيق وتعاون مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بوجدة، ومجلس عمالة وجدة – أنكاد ، ومركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة ، نشاطا ثقافيا وفنيا تحت عنوان " محمد ميشاب : فتنة القبض على استعارات الوجود ". ذلك أن الفنان المحتفى به لم يكن يوما يلهث وراء موضات التشكيل، ولم يكن ينساق للصيحات الفنية المفتعلة.. كان يحرص على أناقة فرادته.. يستنطق المواد ويسوقها إلى اكتساب هويتها الجمالية بواسطة رفع درجة التناغم الفني بينها. يستدرج الكون بمعطياته المادية ليخلق منه كونا مغايرا يليق بأناقة أحلامه. كان يلتقط بقايا الأشياء ليضيف إليها لمسته فتتحول إلى مجسمات روحية وأعمال فنية قابلة للبقاء في سياقات مبتكرة. لم يكن يكلف نفسه عناء الذهاب بعيدا كي يلتقط نبض الحياة، لكنه حين يتملك هذا النبض يغوص فيه عميقا إلى درجة الحلول الصوفي، حتى إذا اكتمل خشوعه الفني اكتملت معه تضاريس الروح الجمالية على سطح لوح أو حصير أو سجاد أو أي شيء آخر يؤثث يوميات الناس البسطاء.. إنه فنان يحتفي بالنهايات كي يمنحها مسارات سرمدية لتدشين بداياتها الخالدة. هذا وستستمر فعاليات هذه التظاهرة الفنية من يوم السبت 7 ماي 2011 ، وفق المواعيد التالية : 1-يوم السبت 07 ماي 2011 / س 5 و30 د / مساء محاضرة حول " الفن، الثقافة والعلوم في بلدان الإسلام " يلقيها المفكر والباحث الجزائري أحمد جبار ، يحتضنها مقر مركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية بوجدة. 2-يوم الإثنين 09 ماي 2011 / س 4 زوالا : افتتاح معرض أعمال الفنان المحتفى به، المرحوم محمد ميشاب برواق الفنون الكائن بشارع مولاي الحسن بوجدة . 3-يوم الإثنين 09 ماي 2011 / س 5 و 30 د زوالا : محاضرة حول " الميكانيك العربي " يلقيها المفكر والباحث الجزائري أحمد جبار بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بوجدة. 4-يوم الثلاثاء 10 ماي 2011 / س 7 زوالا : افتتاح المعرض الجماعي لفناني الجهة الشرقية، تكريما واحتفاء بالذاكرة التشكيلية للجهة الشرقية وتكريما للفنان المرحوم محمد ميشاب.