التأم مكتب فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بتازة في إطار اجتماعه الأسبوعي، يوم الجمعة: 2008/06/06 للتداول في مجموعة من القضايا الحقوقية المحلية؛ في أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والمدنية. وبعد دراسة كل النقط الواردة في جدول أعماله، قرر المكتب المحلي تبليغ الرأي العام ما يلي: 1 يسجل استمرار السلطات في تضييقها على حرية تأسيس الجمعيات في خرق سافر لمقتضيات قانون الحريات العامة ( نموذج جمعية متقاعدي وأرامل وأيتام رجال الأمن الوطني )، ويدعو السيد وزير الداخلية إلى التجاوب الإيجابي مع مراسلات الفرع المتكررة بالتدخل لوقف مسلسل الخروقات التي تطال الإطارات الجمعوية والمواطنين والمواطنات بالمدينة. 2 يسجل أيضا استمرار السلوكات المشينة لبعض رجال السلطة في تعاطيهم مع الباعة المتجولين، والتي تصل إلى حد العنف وإتلاف الممتلكات، وهو سلوك مهين لكرامة الإنسان، وأن معالجة هذه الظاهرة يتطلب رؤية شمولية خارج نطاق العقلية الانتخابية وأسلوب المناورة. 3 في غياب سياسة تنموية وبرامج منسجمة تستجيب لحاجيات الساكنة وطموحاتها في المجالات الحيوية( كالتعليم والصحة والتشغيل والسكن والبنيات التحتية والخدمات الاجتماعية...) وفي ظل الزيادات المتتالية في أسعار المواد الاستهلاكية والخدمات الأساسية والتي تنذر بنتائج كارثية، فإن المكتب المحلي يسجل: تردي الوضع الصحي، وتدني مستوى الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة للمرضى في المستشفى الإقليمي ابن باجة، وغيره من الوحدات الصحية المتواجدة بالمنطقة الناتجة عن قلة الأطر الطبية، والنقص في التجهيزات، وسوء الاستقبال ، وسيادة منطق الزبونية والمحسوبية والرشوة، وخصوصا في قسم الولادة الذي يعتبر من النقط السوداء بالمستشفى الإقليمي. ولعل من النتائج المأساوية لهذا الوضع المتردي، حالة النزيلة ربيعة مقوة التي فقدت عينيها في ظروف غامضة أثناء علاجها بقسم الأمراض النفسية التابع للمستشفى الإقليمي ابن باجة، ليلة 2006/12/30، والتي يتابع الفرع المحلي باهتمام ملفها المطروح على أنظار القضاء، ويطالب بالإسراع بكشف الحقيقة، وإخبار الرأي العام بمجريات ونتائج التحقيق من أجل إنصاف الضحية، ومتابعة الجهة المسؤولة في هذه القضية. تردي الوضع التعليمي بالإقليم الذي يعرف مجموعة من الاختلالات، مست في العمق الحق في التعليم الناتج عن نقص الأطر التربوية، ونذكر هنا حالة تلاميذ الفرعية التابعة لمجموعة بركين الذين لم يتمكنوا من دراسة مادة اللغة الفرنسية طيلة الموسم الدراسي الجاري، وكذا ضعف البنية التحتية التي تنضاف إلى المأساة اليومية لمجموعة كبيرة من التلاميذ؛ نتيجة وعورة المسالك، وصعوبة التضاريس؛ مما أدى إلى ارتفاع نسبة الهدر المدرسي، وعدم التمدرس في مجموعة من المواقع بالإقليم، والاكتظاظ المبالغ فيه، والذي ينعكس سلبا على المسار الدراسي للتلاميذ. الغلاء الذي يشهده قطاع السكن نتيجة المضاربات العقارية، والتي تستنزف القدرة الشرائية للمواطنين والمواطنات وخصوصا ذوي الدخل المحدود، وقد تشكلت لوبيات في هذا المجال للتحكم في سوق الشقق كما بات ما يعرف" بالنوار " شبحا يعترض كل من يود اقتناء شقة بالمدينة. إن هذا الوضع يتطلب تدخل الجهات المسؤولة مركزيا ومحليا لرفع هذا الجشع، وإعداد برامج سكنية اجتماعية تراعي الإمكانيات المحدودة للمواطن. تفشي البطالة بشكل كبير، مما يغذي انتشار الإجرام والتسول وتعاطي المخدرات وانعدام الأمن. وزاد من تفاقم هذا الوضع الارتفاعات المتتالية في أثمان المواد الأساسية الاستهلاكية، وما ينجم عنها من تدهور للأوضاع المعيشية للمواطنين والمواطنات، ومن إهدار للحق في العيش الكريم. 4 يتابع الفرع المحلي باهتمام مجموعة من القضايا المحلية موضوع خروقات مست الحقوق الشغلية، وفي هذا الإطار يسجل المكتب المحلي: استمرار تعنت المسؤولين الإقليميين والمحليين ورفضهم التعاطي الإيجابي مع مطالب الحركة الاحتجاجية التي يخوضها الفرع المحلي للجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب، والتي دخلت أسبوعها الثالث على التوالي عبر اعتصام مفتوح أمام مقر الجماعة الحضرية لتازة. ويدعو المكتب المحلي كلا من رئيس المجلس الحضري لتازة، وعامل الإقليم إلى مباشرة حوار جدي ومسؤول مع ممثلي الجمعية، وإخراج الوعود المقدمة إلى حيز التنفيذ. استمرار مسلسل الخروقات التي تطال العاملين والعاملات بمؤسسة التعليم الخصوصي" الأمير الصغير" في ظل غياب أي مبادرة جادة لمعالجة هذا الوضع من طرف الجهات المعنية بهذا الملف( عامل الإقليم، وزارة التشغيل، وزارة التعليم...) الوضع المزري الذي يعيشه عمال وعاملات الإنعاش الوطني بعمالة تازة؛ نتيجة سوء تدبير هذا القطاع، وعدم اهتمام المسؤولين بالمشاكل التي تتخبط فيها هذه الفئة من الشغيلة. كما أن مصيرهم يظل مجهولا ومعلقا في غياب إرادة حقيقية لإدماجهم بالميزانية الإقليمية، مراعاة للخدمات التي أسدوها للإدارة، خصوصا وأن هناك من عمل بهذا القطاع ما يزيد على خمس عشرة سنة، دون الاهتمام بوضعيته الإدارية. كما أن أغلب العاملين في هذا المجال متزوجون، ويعيلون أسرا بكاملها. وفي هذا الإطار، يطالب المكتب المحلي عامل الإقليم بالتجاوب الإيجابي مع الشكاية التي توصل بها فرع الجمعية من طرف عمال الإنعاش؛ الذين يدعون إلى التراجع عن التوظيفات التي تمت مؤخرا وفق منطق الزبونية والمحسوبية، والتي استفاد منها عناصر خارج نطاق الإنعاش الوطني، مما يفقد الوعود والالتزامات المقدمة من محتواها ومصداقيتها. استمرار معاناة عمال" شركة ابن شقرون للملح" بواد أمليل بتازة، والتي بلغت حد العمل مقابل 50 درهما للشهر لمدة تجاوزت سنة، في ما يركن المسؤولون بالعمالة ومدير الطاقة والمعادن إلى التدرع بغياب الباطرون، بدل تحملهم مسؤولياتهم لوضع حد لهذه المأساة تعنت مسؤول شركة النقش على الحجر – Mémoire de pierre – ورفضه الدخول في حوار جدي مع ممثلي العمال حول الملف المطلبي المقدم في هذا الشأن. ويعلن المكتب المحلي للجمعية تضامنه مع العمال المعتصمين أمام مقر الشركة ويدعو الجهات المسؤولة إلى التدخل لإيجاد الحلول المناسبة 5 كما يتابع مكتب الفرع باهتمام وقلق تطورات ملف الخادمة القاصر حكيمة العساس. ويطالب الجهات القضائية المسؤولة بالسهر على السير العادي والسليم للمسطرة المتبعة، وذلك من أجل صون حقوق الفتاة القاصر، وتحديد المسؤوليات، وكشف الحقيقة كاملة. كما يستحضر المكتب المحلي مناسبة اليوم العالمي ضد تشغيل الأطفال والذي يتزامن مع 12 يونيو 2008 ليؤكد موقفه المبدئي بضرورة احترام الاتفاقيات ذات الصلة بتشغيل الأطفال الصادرة عن منظمة العمل الدولية( الاتفاقية الدولية رقم 182 ) وكذا اتفاقية حقوق الطفل التي اعتمدتها الأممالمتحدة في قرارها 44/25 بتاريخ 20 نونبر 1989. 6 وفي إطار الاهتمام بالبيئة كحق أساسي من حقوق الإنسان، ومصدر حيوي من مصادر التنمية وخصوصا البشرية، تحتفل باليوم العالمي للبيئة التي يصادف الخامس من يونيو الجاري، فإن المكتب المحلي ينبه إلى المخاطر التي تطال المجال البيئي في ظل استمرار عملية استنزاف الغابات في الإقليم، وتحويلها إلى أراض زراعية مما يؤثر على التوازن الإيكولوجي، ويهدد مصدر رزق لساكنة مهمة من الإقليم، مما يتطلب الصرامة في المراقبة والمحافظة على هذا المجال الحيوي. 7 والمكتب المحلي للجمعية وهو يرصد هذه الخروقات التي تطال مجموعة من القطاعات الحيوية، وكذا متابعته لبعض الملفات التي تستأثر باهتمام ساكنة المدينة والإقليم، يناشد كل الغيورين والغيورات على حقوق الإنسان، هيئات سياسية ونقابية وجمعوية وفعاليات ديمقراطية، ومواطنات ومواطنين بضرورة الانخراط في معركة الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان بالإقليم. تازة في 2008/06/16