سعيد موتشو / مفتش في التوجيه التربوي نيابة جرادة/ ... ان الإرادة القوية والعزيمة الصادقة قادرة على صنع المعجزات إذا ما اقترنت برجال مخلصين اذا كان الهدف من الاحتفال هو اظهار المحبة و الاحترام و التقدير فان الخامس اكتوبر من كل سنة فرصة للتعبير عن مظاهر هذا الاحتفال حيث يقف العالم اجلالا لنساء ورجال التعليم . و ايمانا منها بان المحطة هامة اختارت نيابة جرادة الانتقال من الصور النمطية و اعتماد نقلة نوعية والتميز في الاحتفال باليوم العالمي للمدرس بتنظيم ندوة فكرية ركزت على الدور المحوري للمدرس داخل الراسمال غير المادي . ففي اشارة قوية للمكانة المتميزة التي يحظى بها رجل العليم بالاقليم ،اقيم الحفل بقاعة الاجتماعات بعمالة اقليمجرادة وحضره ممثلين عن الاكاديمية الجهوية للتربية و التكوين وممثل عن المجلس العلمي المحلي وممثلين عن المصالح المدنية بالاقليم و المجتمع المدني و الشركاء الاجتماعيين وجمعيات الاباء و ممثلين عن كل الفاعلين التربويين بالاقليم . افتتح الحفل بايات بينات من سورة العلق التي تبين شرف ونبل رسالة التعليم ،فالمولى عز وجلى اول من علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم . الحفل ترأسه السيد الكاتب العام للعمالة الذي هنأ الاسرة التعليمية بهاته المناسبة ،وبكلمة تحمل كل معاني الاحترام و التقدير رحب بالحضور وذكر بالدور الريادي الذي يلعبه المدرس في تكوين الاجيال وصناعة الحضارات ، كما شكر كل الفاعلين التربويين على الانخراط في برامج تميز بها اقليمجرادة كمبادرة انصاف من اجل تعليم ذي جودة لتيسير الولوج و الاحتفاظ وجودة التعلمات لكل الاطفال ضمانا لتكافؤ الفرص وبرنامج المدرسة الصديقة للطفل ضمن الجماعة الصديقة للطفل .
كلمة السيد النائب الاقليمي افتتحها بتهنئة كل نساء و رجال التعليم بالاقليم ،و شكر كل الفاعلين التربويين فئة فئة ، كما ذكر بالعلاقة الجيدة و التواصل الايجابي بين كل المكونات والذي يعتبر احد نقاط القوة في تدبير الشان التربوي بالاقليم ، كما ذكر بتميز النيابة في حصد جوائز وطنية وجهوية فيما يخص تفعيل الحياة المدرسية ، و توفق النيابة بامتياز في احتضان ملتقيات جهوية بفضل مساهمة فعالة لنساء ورجال التعليم بالاقليم . بوطنية صادقة و اسلوب رفيع ومعلومات رصينة قدم الأستاذ الدكتور مصطفى سلوي استاذ بكلية الاداب بجامعة محمد الاول وجدة عرضا في موضوع مكانة المدرس المغربي داخل اعتبارات الرأسمال غير المادي . فبعد التقديم ،بين قيمة العنصر البشري من خلال كتاب الله سبحانه وتعالى وبرامج التنمية للأمم المتحدة التي تركز على ضرورة تكثيف الجهود للاستثمار في الثروة البشرية من المتعلمين ،ثروة الامم و راس مالها الحقيقي في القرن الواحد و العشرين . انتقل الاستاذ الفاضل الى تحديد مفهوم الرأسمال غير المادي الذي يشمل رأس المال البشري والمهارات والدّراية الفنية الكامنة في قوة العمل. ويشمل كذلك رأس المال الاجتماعي؛ أي درجة الثقة بين أفراد المجتمع وقدرتهم على العمل معا لتحقيق أغراض مُشتركة. ويشمل أيضا عناصر الحكامة أو الادارة التي تؤدي إلى تعزيز إنتاجية الاقتصاد، من قبيل نظام قضاء عادل، ونظام واضح لحقوق المِلكية، وحكم فاعل وديمقراطي. كل هذا يؤدي إلى تحقيق معدّلات عُليا من الثروة، ومن تمّ زيادة في القيمة المتبقية من رأس مال غير الملموس. و بما انه يقاس بسنوات التعليم لدى السكان أو قوة العمل و نوعية المعلمين، وتوافر المواد التعليمية فان المدرس في قلب الرأسمال غير المادي لعلاقة المدرس والمدرسة والتعليم بمؤشرات داخل هذا الرأسمال غير المادي الذي أصبحت تقاس به الشعوب. و قد بين الاستاذ الفاضل ان بلدنا الحبيب يحتاج فقط لتصور اجرائي نظرا لتوفر التوجيهات الملكية السامية حيث ان المؤسسة الملكية وضعت المدرس في قلب الرأسمال غير المادي، من خلال التوجيهات الصادرة عنها؛ تماما كما هو الحال في دول ذهبت بعيدا في التوجه؛ كبريطانيا وتركيا وهولندا وألمانيا والسلفادورواليابان. اين يكمن المشكل اذا، سؤال مشروع قدم الاستاذ تصوره للاجابة عنه في شقين : شق سياسي فكري: 1 الفاعلين في الشأن التربوي (المتعلم، المعلم، الأسرة، الوزارة الوصية..) 2 انعدام الثقة بين هؤلاء الفاعلين 3 تراجع الحس الوطني ونكران الذات لدى الجميع 4 الصراعات الحزبية الضيقة المعرقلة ،و شق مادي يتجلى في 1 غياب برامج صادقة لاصلاح التعليم و اوراشه 2 تعثر الجهود المتصلة بالتشاور حول المناهج و البرامج 3 تراجع الوزارة الوصية عن تكوين المعلمين الجدد 4 عدم وضوح الرؤية في كل شيء. اما مكانة المدرس المغربي؛ فتطرق لها الاستاذ الفاضل عن طريق انعكاس صورته في جملة من صور المدرسين الآخرين الذين ينتشرون، هنا وهناك، بمختلف بقاع العالم - المانيا ، اليابان ، سنغفورة ، السلفادور ......... اختتم اللقاء بنقاش مسؤول يعكس نضج المنتمين لهذا القطاع و التفاعل الايجابي مع المحاضر و الادراك الواعي لدور المدرس في تحقيق التنمية الفعلية و الشاملة . تحية لكل نساء و رجال التعليم و يتفق معي كل غيور على الوطن و القطاع ان الإرادة القوية والعزيمة الصادقة قادرة على صنع المعجزات إذا ما اقترنت برجال مخلصين ،وان المحرك و الدافع الامثل من اجل الارتقاء بالمنظومة هو الحس الروحي و الوطني . شكرا لنيابة جرادة واطرها على الالتفاتة النبيلة و المجهود المحترم في تنظيم الحفل .شكرا الاستاذ الدكتور الفاضل سلوي على وطنيتك الصادقة ، شكرا على مشاركتنا الاحتفال باقليمنا العزيز الذي راينا النور فيه وترعرعنا فيه و نشتغل فيه ونقدر حبك له و نبادلك الشعور نفسه ونرحب بك و بكل من يقدم الاظافة لابنائه.