أنشطة النوادي غالبا ما تنفتح على المواد الدراسية والحياة الاقتصادية والفنية والثقافية والرياضية الأندية المدرسية فضاء تربوي يتيح للمتعلم هامشا من الحرية قصد الابتكار، والإبداع في موضوع اهتماماته، وإطار يكسب المتعلم مجموعة من السلوكات، والمواقف الإيجابية، والمهارات، والقدرات التي تمس جميع المجالات المشكلة للشخصية الإنسانية . وللوقوف عند أهداف الأندية التربوية، وأنشطتها التي تستهدف تفعيل الحياة المدرسية، كان لنا لقاء مع المؤطرة التربوية، والمشرفة على نادي النيروز للبيئة والصحة بثانوية جرادة الإعدادية، الأستاذة كريمة بوجوال أجرى الحوار : لخضر محياوي
1- كيف بادر إلى ذهنكم تأسيس نادي النيروز للبيئة والصحة بثانوية جرادة الإعدادية؟ بسم الله الرحمن الرحيم، لقد أرسى الميثاق الوطني للتربية والتكوين، ومرسوم النظام الأساسي الخاص بمؤسسات التربية والتعليم العمومي، الإطار التشريعي والتنظيمي للأنشطة المدرسية، ولتفعيل هذه الأنشطة، قدمت مذكرات وتوجيهات تشمل إحداث الأندية التربوية" دليل الحياة المدرسية"،" دليل الأندية التربوية"،" دليل مشروع المؤسسة"، كما أعطى البرنامج الاستعجالي أهمية كبرى لهذه الآلية، وفي هذا السياق، وسعيا إلى تنزيل هذه البرامج في مجال العمل التربوي، جاءت فكرة إحداث" نادي النيروز للبيئة والصحة لتحقيق أهداف متعددة. 2- أي دلالات لهذا الإسم؟ دلالات من إسم نيروز، معربة عن الفارسية، فهي في الفارسية نوروز، وهو عندهم أول يوم من السنة الشمسية الهجرية، ويوافق بداية فصل الربيع، كما أن النيروز معناه يوم الفرح، يوم العيد، أو اليوم الجديد، فبحكم أن نادي النيروز كان أول ناد يتأسس بالمؤسسة، تم اختيار النيروز كإسم له، إضافة إلى تناول النادي لمواضيع تتعلق بالبيئة والصحة. 3- ما هي الاهداف التي تشتغلون عليها؟ بالنسبة للأهداف،هناك أهداف عامة مرتبطة بكل النوادي، وأهداف خاصة بمجال نادي النيروز للبيئة والصحة، نلخصها كالتالي: الأهداف العامة: تقوية الشعور بالانتماء إلى الجماعة والمؤسسة والمجتمع دعم المبادرة الفردية والتربية على العمل الجماعي صقل الميول والمواهب تنمية مهارات التواصل وقيم الحوار أما بالنسبة للأهداف الخاصة بنادي النيروز للبيئة والصحة، فتتمثل في: نشر الوعي البيئي إشاعة الثقافة الصحية في المؤسسة ومحيطها تنمية الحس الجمالي والبيئي لدى التلاميذ تقوية قدرات المتعلمين للمساهمة في المحافظة على البيئة، وعلى مواردها الطبيعية. ولتحقيق هذه الأهداف، وظفت بتعاون مع فريق عمل النادي برنامجا سنويا يتضمن مجموعة من الأنشطة التي تنجز خارج أوقات ساعات العمل، وداخل فضاء المؤسسة، وغالبا ما تتماشى هذه الأنشطة مع الأعياد الوطنية والعالمية المحتفى بها سنويا، والموازية لهذه الأنشطة. 4- يلاحظ أن الأهداف التي يشتغل عليها النادي التربوي، ارتبطت بشكل خاص بقطاع التربية، فما رأي المشرفة في الانفتاح على المحيط؟ بالعكس، سبق أن ذكرت أن من بين أهداف النادي تعزيز الانفتاح على المحيط الخارجي، كما أن أنشطة النوادي غالبا ما تنفتح على المواد الدراسية، والحياة الاقتصادية، والفنية، والثقافية، والرياضية، وغيرها، حسب المجال التي يشتغل عليه كل ناد: مجال الصحة، مجال التربية على المواطنة وحقوق الإنسان، المجال الثقافي والاجتماعي، ومجال البيئة والتنمية المستدامة، كما أن تنوع ميول المتعلمين ومواهبهم، يتطلب الانفتاح على الخارج لتوسيع مجال الاستكشاف، والتجريب والاستنتاج، والممارسة العملية. 5- هل للنادي شركاء غير قطاع التربية؟ بطبيعة الحال، فالأندية التربوية تعتبر تجسيدا للمقاربة التربوية التشاركية في تدبير الحياة المدرسية، وعلى سبيل الذكر، هناك تعامل مع مندوبية وزارة الصحة، ومندوبية وزارة الفلاحة، ومصلحة المياه والغابات، والجماعة المحلية... 6- ما هي الأنشطة التي قمتم بها خلال الموسم الدراسي 2014/2013؟ بالنسبة لأنشطة الموسم الدراسي 2013/2014، استهل الموسم بتنظيم حملات للنظافة، والعناية بجمالية فضاء المؤسسة، وإحياء الأيام البيئية، والأيام المرتبطة بالصحة" اليوم الوطني للشجرة 14 نونبر، واليوم العالمي للتطوع من أجل نظافة البيئة 8 دجنبر، واليوم العالمي للأرض 20 مارس، 5 يونيو، والأسبوع الوطني للصحة المدرسية 23 إلى 28 مارس، واليوم العلمي للصحة 7 أبريل، واليوم العالمي بدون تدخين 31 ماي، كما تم إعداد عدة عروض، وندوات، ومسرحيات؛ للتحسيس بضرورة الحفاظ على التوازنات البيئية، ثم إعداد رسومات جدارية تحسيسية حول البيئة والصحة، وإصدار الجزء الخامس من مجلة البيئة، واستدعاء أطباء لإعداد ندوات حول الأمراض المنتشرة في المدينة، والتوعية بسبل الوقاية والعلاج، وتنظيم مسابقات في نهاية كل دورة حول الرسم في مجال البيئة، ومجال الصحة لتشجيع المتعالمين على الإنتاج الفني. 7- أعتقد أن آخر نشاط قمت به خلال هذا الموسم الدراسي، هو مشاركة النادي في مباراة ثانويات وإعداديات بدون تدخين، وحصل النادي على الرتبة الأولى وطنيا، وتوج بجائزة التميز على المستوى الوطني، فأي انطباعات للنيابة الإقليمية بجرادة؟ .. تقديم الدعم المعنوي والتشجيع. بالنسبة لانطباعات النيابة الإقليمية، ألخصها في تقديم الدعم المعنوي، والشواهد التقديرية، في تفعيل كل الانشطة المبرمجة في عمل النادي المتميز . 8- للارتقاء بهذا النادي إلى ما هو أحسن فأي اقتراحات تقدمها المشرفة على النادي؟ أقترح ضرورة توفير قاعة مجهزة، وتأمين التلاميذ والمؤطرين خلال انفتاحهم على محيطهم الخارجي، وتوفير وسائل النقل، والتقليص من حصص التدريس لمؤطر النادي للإسهام بفعالية في مجال تنشيط الأندية، وتقديم الدعم اللازم في مختلف المستويات، وجلب الشركاء وجمعيات المجتمع المدني للإسهام في تأطير الأندية التربوية في إطار اتفاقيات التعاون، والحرص على إدراج تكوين مؤطري الأندية ضمن مخططات التكوين المستمر، مع تأمين استمرارية التتبع، والدعم، والتقويم، لتجاوز الإكراهات والصعوبات المرصودة، والحرص على خلق التواصل بين مختلف المؤسسات، وبينها وبين محيطها باستخدام القنوات المناسبة، ورشات، إذاعة، صحافة، انترنيت... للاستماع، وتعميم الاستفادة من التجارب الناجحة، وتقديم شهادات تقديرية للتلاميذ الأعضاء في النادي للتشجيع على المزيد من البذل والعطاء. 9- كلمة أخيرة: ختاما، كل الشكر، والعرفان، والتقدير لوزارة التربية الوطنية على تشجيعها، ومساندتها الجليلة لمختلف الأنشطة التربوية، والشكر الخاص لجائزتها التي منحتها لمؤسستنا تشجيعا لنادي النيروز الذي حصل على الرتبة الأولى وطنيا، خلال مشاركته في مباراة ثانويات، وإعداديات بدون تدخين، والشكر المعزز بالتقدير لمدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين للجهة الشرقية، والنائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بجرادة، وأتوج هذا الشكر بشكر موصول لمؤسسة للا سلمى للوقاية والعلاج من السرطان باعتبارها شريكا فعالا ومساندا.