محمد فلالي رمضان بنسعدون/ ... الجلاد عذبنا نفسيا وجسديا بموقع الاختطاف، وهو عبارة عن غابة بضاحية عين بني مطهر، وأيضا بمخفر الشرطة ردا على الرسالة عدد: 00006473 /م ض/ 13 التي وجهها الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان السيد محمد الصبار إلى الصحفيين: محمد فلالي، ورمضان بنسعدون، المؤرخة ب:23/08/2013، والتي أخبرهما من خلالها أن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، قد توصل بجواب من وزارة العدل والحريات، مفاده أن النيابة العامة قررت إطلاق سراحهما عقب الضمانة الصادرة عن مسؤولي الصحافة الجهوية بوجدة، في انتظار مباشرة الإجراءات التي لا زالت سارية، كما أردف السيد الصبار أن الصحفيين لم يتقدما بأي شكاية في موضوع تظلمهما للشطط في استعمال السلطة، والعنف اللفظي من طرف دورية تابعة للشرطة القضائية بعين بني مطهر، أثناء تنفيذ مسطرة اعتقالهما بتاريخ:20/12/2012، إلى جانب تعرضهما للعنف الجسدي، وسوء المعاملة أثناء عملية التفتيش، وخلال وضعهما رهن الحراسة النظرية. ردا على ما ورد بمضمون رسالة المسؤول الأول عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أوضح الصحفيان محمد فلالي، ورمضان بنسعدون، أن ما تعرضا له من اعتقال تعسفي بتاريخ:20/12/2012، من طرف دورية الشرطة بعين بني مطهر، أثناء مداهمتها لمكتبي عملهما، وأثناء التفتيش، وفي خلال الحراسة النظرية، من تعذيب نفسي، وتعنيف لفظي، وجسدي، من قبل عناصر شرطة، تم الكشف عن هوياتهم ضمن محضر المتابعة الإدارية الذي أنجزته خلية أمنية خاصة تابعة للأمن الولائي بوجدة. المحضر كشف من خلاله الصحفيان عن جميع حيثيات، وملابسات التجاوزات، والخروقات التي مورست بحقهما من قبل عناصر شرطة، وفي الأخير شددا على متابعتهم إداريا.." محضر المتابعة الإدارية" يوجد لدى الأمن الولائي بوجدة الذي لا زال لم يبث بعد في قضية شكايتهما، ولم يتوصلا بأي مستجد بشأنها. كما أكد الصحفيان على أن المتابعة الإدارية قائمة، وأنجز محضر بموجبها، وبإمكان السيد الصبار الاتصال بالأمن الولائي بوجدة لمعرفة ما آلت إليه المسطرة الإدارية بشأن ملف الاعتقال التعسفي الذي تعرضا له على خلفية الإكراه البدني. وفي السياق ذاته اعتبر الصحفيان أن السيد الصبار، يجهل، أو يتجاهل قضية اختطافهما، سعيا منه إلى إفراغها من محتواها الحقيقي، كما يبدو، والتي تتعلق بحادث اختطافهما، واعتقالهما تعسفا في صائفة 2002 من قبل كوميسير عين بني مطهر، المدعو عبد الدايم محمد، ومن معه، ضمن دورية شرطة، وذلك على خلفية نشر مقالات صحفية بجريدة جهوية آنذاك، والتي كشفا من خلالها عن سلسلة الخروقات والتجاوزات التي كان يعتمدها المسؤول الأمني، بمعية عناصر شرطة في حق مواطنين بعين بني مطهر. الجلاد لم يدخر وسعا في تعذيبهما نفسيا وجسديا بموقع الاختطاف، والذي هو عبارة عن غابة بضاحية عين بني مطهر، وأيضا بمخفر الشرطة، أثناء الاستنطاق، لينجز بعدها محضرا طبخه على مقاسه، فلفق لهما تهمة باطلة، عنوانها:( السب، والقدف، وإهانة موظفين عن طريق الصحافة). في أعقاب ذلك، تقدم الصحفيان بشكاية إلى هيئة الإنصاف والمصالحة، مباشرة بعد إنشائها منذ العام 2004، فهيأت لهما الهيئة ملفا تحت رقمي:19600 بالنسبة للصحفي محمد فلالي، و 19605 للصحفي رمضان بنسعدون، وقد طمأنهما المرحوم إدريس بنزكري شخصيا بانكبابه على ملفهما، من أجل إنصافهما، وجبر ضررهما، و منذ تلك اللحظة، وعلى الرغم من سيل الشكايات التي تقدما بها إلى المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، في أعقاب إحالة توصيات الهيئة عليه، لم يتوصل الصحفيان المتضرران بأي تسوية بشأن ملف اختطافهما، واعتقالهما تعسفا بتاريخ:06/06/2002، منذ نحو 10 سنوات، كما أحاط الصحفيان السيد الصبار علما أنهما تعرضا لمحاكمة صورية ظالمة ماراطونية، استمرت طيلة المدة نفسها، أدينا على إثرها" بأربعة أشهر حبسا غير نافذ، وغرامة مالية تقدر ب:10000.00 درهم مناصفة بينهما، أدى الصحفيان نصفها أي 5000.00 درهما، في حين، لا زالا عاجزين حتى اللحظة عن تأدية النصف الباقي، كونهما عاطلين عن العمل في الوقت الراهن، متزوجين، و أبوين لأطفال. في الأخير، أكد الصحفيان أنهما قد أفلحا في إيصال الرسالة واضحة إلى السيد الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، دون أي لبس، كي يطلع هذا الأخير على حقيقة معاناتهما، وبالتالي إنصافهما، وجبر ضررهما، إذا كان بالفعل جادا في مواقفه، وحريصا على الدفاع عن حقوق الإنسان المغربي من خلال المجلس الوطني، وإلا فإن هذه المؤسسة ستبقى شكلية للواجهة ليس إلا؛ في حال إذا عجزت عن البث في قضية اختطاف واعتقال تعسفي في حق صحفيين، وتحاشيها النبش في تفاصيل ملفها .. هل فقط لأنها جرت وقائعها بالعهد الجديد؟