توجهت السياسة المائية في المغرب عامة وفي الصحراء خاصة نحو تحلية ماء البحر لضمان الماء للساكنة في المدن خاصة, وقدم المكتب الوطني للماء للمواطنين في الصحراء ماء يجدونه غير صالح للشرب بالمرة, ولا يمكن شربه في الحقيقة, على خلاف الماء المقدم طبعا في طانطان خلال السنة الماضية قبل وقوع الكارثة فيها, والذي كان عذبا خالصا والذي استغرب الساكنة في طانطان كيف يكون ماء التحلية عذبا. لكن المستور بان, حال وقوع أزمة الماء في طانطان وأنكشف للبعض أن الماء المقدم في طانطان لم يكن ماء محطة التحلية بل هو ماء بحيرة مهمة في سهب الحرشة, كانت التوقعات قدرت مدة تزويدها للمدينة بعشر سنوات لكن خطأ تقنيا وقع وانكشف أنها غير قادرة على تلبية حاجة المدينة. مشروع ضمان الماء لطانطان أنفق عليه مبلغ 17مليار سنتيم, لعل المشروع يخفف العبء عن البئر الوحيد في جماعة لقصابي تكوست الذي يزود مدينة كلميم ودائرة القصابي ومدينة طانطان ومدينة الوطية, لكن الذي وقع هو أن مبلغ 17 مليار سنتيم أنفق أو بذر وبقي الحال على ما كان عليه تقريبا ومدينة كلميم ما تزال تزود مدينتي طانطان والوطية بالماء الصالح للشرب. الإنفاق في تحلية الماء في الصحراء لن يضمن للمواطنين ماء الشرب ولا ماء السقي ولا الماء لماشيتهم وإبلهم التي توفر ثروات هائلة للشعب المغربي عامة من طنجة وإلى الكويرة, من اللحوم وغيرها. تتوفر الصحراء على إمكانيات مائية جد مهمة, لو وجه الاستثمار المائي بها نحو تقوية الفرشة المائية لضمنت الصحراء الماء الكافي لها ولعشر سنوات في سنة واحدة. وكمثال بالطبع لو أنفق المبلغ المبذر في طانطان, على الفرشة المائية في الصحراء كلها, لضمن الماء لها ولسنة كاملة على الأقل لمدنها وماشيتها وبواديها. مبلغ 17 مليار سنتيم سيكفي لحفر 570 بئر مزود بمصفاة في قلب الأودية الكبيرة بالصحراء, كوادي درعة ووادي الساقية الحمراء ووادي بن خليل وغيرها من أودية أخرى في الصحراء. سيكون نصيب كل إقليم من أقاليم الصحراء حوالي 100بئر مزود بمصفاة, سيكون للبئر دورين يضمن الماء للماشية والإبل في الصحراء وعلى مدى السنة ويكون مزودا للفرشة المائية بالماء أثناء جريان الأودية. وادي بن خليل يستمر جريانه 03 أيام على الأقل كل سنة, وكل ثقب مائي نحفره فيه وبقطر 01 متر وعمق 100متر وعلى فرشة مائية بالطبع سيضمن لنا كل سنة حوالي: 260000 مائتان وستون ألف متر مكعب من الماء. وعليه ستضمن لنا 100المائة ثقب المخصصة لإقليمطانطان وفي السنة الواحدة حوالي: 26000000ستة وعشرون مليون متر مكعب من الماء.وبذلك سيكون المشروع المنجز والذي يضخ الماء من بحيرة سهب الحرشة قادرا على ضمان الماء لطانطان وعلى مدار السنة ولمدة غير محددة. يمكن لقيمة بناء سد كبير واحد أن تضمن الماء للصحراء وإلى الأبد وتحول الصحراء إلى حقول مسقية وضيعات نموذجية للماشية. نفترض أن تكلفة بناء سد كبير هي 5.5 مليار درهم وعليه يمكننا بها أن نحفر 18333 ثقب مائي مزود بمصفاة, نوزعها على عدد أقاليم الصحراء كلها وأعني بها الجهات الثلاث بالجنوب المغربي. عدد أقاليم الجهات الثلاث بالصحراء حاليا 10 أقاليم وعليه سيكون نصيب كل إقليم هو 1833 ألف وثمانمائة وثلاثة وثلاثون ثقبا مائيا مزدوج الفائدة, يكون نصيب كل جماعة محلية منها حوالي 90ثقبا مائيا. معناه أنه سيكون لكل جماعة محلية قروية أو حضرية وفي السنة الواحدة ومن التساقطات المطرية الضعيفة في الصحراء ما سنفصله أسفله. وجب الإشارة إلى أن أودية الصحراء تمتد ما بين مسافة 1300كلمتر كوادي درعة مثلا و 350 كلمتر كوادي بن خليل. طول أودية الصحراء يضمن لها الماء والجريان مرة على الأقل كل سنة ولمدة ما بين 3 أيام وأسبوع كامل. معدل عدد أيام جريان أودية الصحراء في السنة الواحدة هو 5 خمسة أيام مما يعني أن كل ثقب مائي مزود بمصفاة, في الصحراء سيضمن حوالي: 432000 متر مكعب من الماء كل سنة, وستضمن 90 ثقب لكل جماعة حوالي: 38880000 ثمانية وثلاثون مليون وثمانمائة وثمانون ألف متر مكعب من الماء. وسيكون مجموع ما سنضمنه لكل إقليم هو حوالي 770سبعمائة وسبعون مليون متر مكعب من الماء, وللصحراء كلها وفي السنة الواحدة سبع ملايير ونصف المليار متر مكعب من الماء كل سنة. بهذا سنحقق تنمية الصحراء الحقيقية وبتكلفة وبميزانية بسيطة للغاية, ويكون الماء في الصحراء كلها متوفرا للفلاحة والماشية وستنتعش الفلاحة المسقية التي ستعتمد على الفرشة المائية. لقد دعم المخطط الأخضر بالمغرب الفلاحين بالملايين من السنتيمات وبعضهم بالملايين من الدراهم. نقتصر على فلاحي الجنوب مثلا, بعضهم جهزت الدولة أرضه بأسلوب الري بالتنقيط وجهزت شيعته بما يصل حوالي مليون درهم. مبادرة جد مهمة, لو أنفقت وزارة الفلاحة على تقوية الفرشة المائية مبالغ بسيطة فإنها بالطبع ستؤتي المبالغ المنفقة ثمارها, وكمثال يمكن لثقب واحد مزود بمصفاة يكلف 300000 ثلاثمائة ألف درهم أن يضمن لخمسين فلاحا يوميا ما مقداره 14 طنا من الماء لكل واحد منهم, وسيشغل كل منهم أكثر من عشرة مياومين وسنحقق بمبلغ 300000درهم أكثر من 500 منصب شغل وإنتاج فلاحي جد مهم سيدر علينا مبالغ جد مهمة. اشرح وأكتب كثيرا في هذا الميدان لأنه السبيل الوحيد للنهوض بوطننا, لكني للأسف يوما بعد يوم أكتشف عقبات خطيرة في طريق مشروعي وهي وجود رغبة لدى البعض معارضة تمام المعارضة لما يصبوا له صاحب الجلالة من النهوض بهذا الوطن وازدهاره. بعض الأيادي العابثة تسعى للنهب والسلب والتلاعب, وانجاز مشاريع وهمية لكسب مبالغ خيالية, وما أسموه محطة التحلية في طانطان, وهي غير موجود بالمرة, لخير دليل على العبث والتلاعب. لهذا أقول للجميع إن تطبيق مشروع تقوية الفرشة المائية سيعوض ما بذر على العبث لسنوات وسيمحو المشروع تبعات عبث عشرات السنين, ولن ينكشف العبث نفسه, لهذا أتوجه لبعض العابثين لأقول لهم لستر الماضي وبالمرة دعموا مشروع تقوية الفرشة المائية, قبل أن يعطش الشعب وينكشف العبث المستور حاليا.