افتتحت الفنانة التشكيلية ادريسية اوديدان مؤخرا معرضها الجديد، الذي يستمر حتى ال 25 من شهر دجنبر الحالي، وذلك برواق مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بحي الرياض بالرباط. وتتقدم الفنانة التشكيلية التي نظمت معارض فردية وجماعية كثيرة داخل وخارج المغرب، تجربتها الجديدة، مع اللون وحركة الريشة، وذلك من خلال حوار الألوان العميق، والذي هو محور وموضوع المعرض الجديد. وتقول الفنانة في تصريح بالمناسبة ان هذه التقنية التي اعتمدتها، تنبني على محورين، الأول يتعلق بالمرحلة الأولى لرسم اللوحة، والثانية تخص تناسق الفكرة والالوان التي تريدها ان تتفتح في اللوحة مثل الياسمين. كما تؤكد ان حوار الألوان واللوحات في ما بينها، يقود بطريقة فنية إلى ضفاف اكثر إيحاء وشاعرية، ما يجعل اللوحة التشكيلية في عالمها، نصوصا شعرية توحي اكثر ما تقول الحقيقة، وتبوح بأسرار كثيرة، قد يكتشف مكنوناتها المتلقي وهو أمامها وجها لوجه. كما تعتبر تيمة المعرض، تواصل فني رقيق بين ما تطرحه الفنان من افكار بطريقة مبهمة في بعض الاحيان، وبين الجمهور، وهو الامر الذي يصنع نوعا من الحوار الجذاب والايجابي لأفق اللوحة، ومدى حركيتها وديمومتها، وحياتها ايضا. وتؤكد ايضا على اهمية الحوار الذي يجب ان ينخرط فيه الجميع سواء مبدع اللوحة، او الجمهور، وذلك بهدف فتح نقاش مباشر او غير مباشر، فضلا عن جعل اللوحة اداة حية وفعالة لإنتاج المعنى، والخصوصية، وطرح السؤال مهما كانت اللوحة ذات رؤية فلسفية او شعرية، وذات بلاغة غموض وابهام. وبهذا تكون لوحات الفنانة في معرضها الجديد التي تقارب 30 عملا فنيا، موسومة بهذه الازدواجية والثنائية الحوارية بين الأنا والآخر، والحقيقي والخيال، وبين الفلسفي والشاعري والواقعي، ما يستدرج الرؤية الى الكلام، هو حديث العين، واستقرار للدلالات والاشراقات التي تتنفس من افق الجمال في اللوحة التشكيلية، بحثا عن انتاج المعنى وتسهيل التأويل. ومن هذا المنطلق يمكن التأكيد على ان لوحات الفنانة في هذا السياق، صيرورة فنية يوحدها تصور مسبق للفعل التشكيلي، واختبار متواتر لتحول اللون والمادة والمساحة والإبعاد، كل هذا يصنع من نصوص الفنان التشكيلية عالما له من السحر الفني الكثير من الانجذاب، وقصصا وحكايا ترويها رقصات وانعاطفات الريشة، في قالب مشوق، يفسح المجال امام تأويلات غاية في الرقة والجمال والروعة التشكيلية الباهرة.