قال المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا إن الثوار يحاصرون منطقة في العاصمة طرابلس يختبئ بها العقيد معمر القذافي وحاشيته، وإنهم يراقبونهم قبل محاولة الإمساك بهم. وبينما قصفت طائرات حلف شمال الأطلسي (الناتو) معاقل القذافي في سرت، اندلعت اشتباكات بين الثوار وقوات القذافي على الحدود مع تونس. وقال وزير العدل بالمجلس محمد العلاقي لرويترز إن المنطقة محاصرة الآن وهي خاضعة لمراقبة الثوار، رافضا تحديد المنطقة التي يوجد بها القذافي. من جهته قال المستشار الأمني للمجلس عبد الكريم بسام في تصريحات نشرت الجمعة إن الثوار الليبيين يتعقبون موكب سيارات يعتقد أن القذافي فيه. ويأمل الثوار اللحاق بالقذافي وإطباق الخناق عليه، وهو على مسافة تتراوح بين 40 و50 كلم جنوب العاصمة طرابلس حيث يعتقدون أنهم قد يحاصرونه قريبا، حسبما قال بسام لصحيفة "تايمز مالطا" من مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وأكد بسام أن القذافي لا يستطيع الذهاب إلى سرت أو سبها لأن الثوار يحاصرون المخارج الوحيدة المتبقية، مشيرا إلى أن القذافي يناور في منطقة واحدة جنوب العاصمة، ويمكن أن يحتجز أو يقتل في أي وقت. وأصر عبد الكريم على أنه من الأفضل لأنصار القذافي في مسقط رأسه سرت الاستسلام قبل أسره، وقال إنه يأمل أن تتخذ هذه القبائل القرار الصحيح. وقال مسؤولون آخرون من الثوار إنهم يعتقدون أن القذافي لجأ إلى حي بوسليم في جنوب العاصمة، وهي منطقة شهدت اشتباكات في الأيام القليلة الماضية. وعرض المجلس الانتقالي مكافأة تقدر ب1.7 مليون دولار لمن يأسر القذافي. وتعهد المجلس بالعفو عن أي شخص يقتله. قصف سرت في غضون ذلك قالت وزارة الدفاع البريطانية إن طائرات بريطانية من طراز تورنادو أطلقت أربعة صواريخ كروز ليلة الجمعة على موقع محصن بمدينة سرت مسقط رأس القذافي، وهي مدينة ساحلية يعيش فيها 120 ألف نسمة. وقال الثوار إن الضربات استهدفت مخازن ذخيرة ومستودعات لصواريخ سكود، معربين عن أملهم في أن تسهم في تشجيع أنصارهم في المدينة. وقالت الوزارة إن طائرات تورنادو دمرت في وقت سابق واحدا من القليل مما تبقى للقذافي من أنظمة صواريخ أرض جو الطويلة المدى بالقرب من مدينة الوطية قرب الحدود التونسية. وأضافت أن طائرات بريطانية دمرت أيضا مركزا للقيادة والسيطرة ما زال في أيدي النظام السابق على الطريق المتجه جنوبا من طرابلس إلى المطار الدولي. ونفى وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس أن يكون حلف الناتو يستهدف القذافي، وقال لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إن المسألة ليست العثور على القذافي، وإنما التأكد من أن النظام ليست لديه القدرة على مواصلة شن حرب على شعبه. يأتي ذلك في وقت أعلن فيه حلف الناتو عن تدمير 29 عربة عسكرية بالقرب من سرت كانت ضمن موكب متجه إلى مصراتة التي يسيطر عليها الثوار وتقع في منتصف الطريق بين سرت وطرابلس. ويقترب الثوار من سرت من الشرق ومن الغرب ويأملون أن يتمكنوا من إجبار قوات القذافي على الفرار جنوبا لمواجهة أخيرة حاسمة ربما تكون في مدينة سبها الصحراوية وهي قاعدة أخرى لدعم القذافي حيث يعيش العديد من أبناء قبيلته. ولكن الثوار يأملون أن يستسلم الموالون للقذافي بالمدينة دون قتال، ويحاولون التوصل إلى حل. معارك بالغرب وفي غرب ليبيا، تستمر المعارك للسيطرة على الطريق الإستراتيجي إلى تونس، لقطع الطريق على القذافي ومؤيديه. وأعلن الثوار الجمعة أنهم سيطروا من دون مقاومة تذكر على قرية أبوكماش على بعد 15 كلم من الحدود، ويأملون السيطرة في المساء على مركز رأس جدير الحدودي. وقال شاهد إن الثوار اشتبكوا مع قوات موالية للقذافي في رأس جدير على الحدود الساحلية لليبيا مع تونس اليوم الجمعة، مشيرا إلى أن الاشتباكات بدأت بين أعداد كبيرة من الثوار والقوات الموالية للقذافي من أجل السيطرة على الحدود. وقال مسؤولون تونسيون إن الجيش أغلق المنطقة الحدودية، وهي نقطة عبور مهمة للمعونات الإنسانية والإمدادت الأخرى المرسلة إلى ليبيا. وبحسب رويترز، فقد طلب الجيش التونسي من السكان المحليين البقاء بعيدا عن المنطقة التي أعلنت منطقة عسكرية مغلقة. وفي وقت سابق قالت مصادر أمنية في تونس إن مفاوضات كانت تجري بين مسؤولين تونسيين وممثلين للقذافي لتسليم معبر رأس جدير إلى الثوار في محاولة لتجنب المواجهات، مشيرة إلى أن ممثلي القذافي ربما يشعرون بالخوف ويريدون ضمانات بأن يمكنهم المجيء إلى تونس. ويتقدم الثوار كذلك باتجاه الشرق نحو زليتن وزوارة اللتين يسيطرون عليهما، لكنهما تتعرضان لقصف الصواريخ من قوات القذافي التي تحاصرهما. مقتل هانيبال وفي تطور آخر ذكرت أنباء أن هانيبال نجل القذافي قتل في المواجهات التي جرت بمنطقة قصر بن غشير بين الثوار وكتائب القذافي. كما أشارت الأنباء إلى أن الفريق مصطفى الخروبي أحد أعضاء قيادة الثورة الباقين مع القذافي سلم نفسه للثوار، دون ذكر مزيد من التفاصيل. يُذكر أن هانيبال القذافي ضابط بالقوات البحرية ويتولى إدارة قطاع النقل البحري في ليبيا، وسبق أن تسبب في مشكلة لبلاده مع سويسرا. كما يشار إلى أن الفريق الخروبي لم يظهر منذ تفجر الأحداث في ليبيا في فبراير/ شباط الماضي ولم يتحدد موقفه علنا منها.