أثار قرار تأجيل البث في قضية رشيد نيني مدير نشر صحيفة المساء المتابع في حالة اعتقال، استنكارا لدى العديد من الهيئات السياسية و النقابية و الحقوقية، إضافة إلى الفنانين المغاربة الذين أدانوا بدورهم هذا الاعتقال، واعتبروه إعداما للصحافة وأمرا يسيء لسمعة البلاد التي اختارت الخيار الديمقراطي. وفي هذا السياق قال الفنان الساخر أحمد السنوسي (بزيز) لصحيفة "أون مغاربية" : "التأجيل ظاهرة تعم المغرب بشكل عام و العدالة بشكل خاص،فحقوق الناس بالمغرب مؤجلة،حريات الناس مؤجلة..." وأكد على أن اعتقال رشيد نيني جاء كرد فعل انتقامي، و هذا انتقام من كل الصحفيين لأنهم ينشرون ملفات تفضح الفساد و الاستبداد، وأضاف قائلا " وحتى ما يقولونه اليوم عن إصلاح الأوضاع،أنا اعتقد أن الذي سيقومون بإصلاحه هو الاستبداد،وسيقومون بإصلاح الفساد لتقويتهما". كما أعتبر أن هذه الحكومة مجرد ديكور، وجودها يقتصر فقط على تسيير الأمور اليومية، لكن الذي يتمتع بالسلطات و يزج بالصحافيين في السجون، هي الحكومة الأخرى السرية. وأوضح الفنان الساخر أن قضية اعتقال الصحفيين بالمغرب ليست بأمر جديد، لأنها بدأت مع علي لمرابط صحيفة "دومان" وبوبكر الجامعي صحيفة "لوجورنال" ومحمد حفيظ وإدريس شحتان ثم رضى بن شمسي و اللائحة طويلة. وأشار بأن المغرب اليوم بعيد عن دولة الحق و القانون، لأنه ليست فيه عدالة مستقلة، وفيه صحافة متابعة، وأردف قائلا: " كيف يعقل أن نحاكم صحافيا كتب مقالا بالقانون الجنائي". وصرح بأن المفسدين الذين نهبوا خيرات هذه البلاد، ودفعوا بالصحفيين الأحرار إلى السجون، هم من ينعمون بالحرية، وبالتالي يجب أن نستنتج أن هذه رسالة لكل صحفي أراد أن يقول رأيا معاكسا لرأي السلطة و اللوبيات. وفي معرض حديثه عن الخطوات النضالية التي سيقوم بها بصفته فنان،مهتم بالدفاع عن حقوق الإنسان والحريات بالمغرب،أكد السنوسي أن الخطوات المقبلة ستكون هي الاستمرارية في الكفاح والتعبئة والدفاع عن كل الصحفيين، على الرغم من اختلافنا مع أحدهم، وحتى وان لم نتفق مع كتاباته، فإننا لن نتفق على أن يكون وراء القضبان،فإذن نطالب بالحرية الفورية لرشيد نيني و للشعب المغربي. يشار أن الفنان الساخر أحمد السنوسي تعرض لتهديد بالسلاح الأبيض من طرف أشخاص مجهولين، أثناء تظاهره في الشارع يوم الأحد 24 أبريل تلبية لنداء حركة 20 فبراير وبعض الهيئات المدنية والحقوقية.