دعت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، الدول الأعضاء إلى تضافر جهودها على جميع المستويات، لتعزيز التضامن الإسلامي وتقوية التعاون بينها، ولتجسيد مبادئ منظمة التعاون الإسلامي في الواقع المعيش للشعوب الإسلامية، مؤكدة ً على ضرورة تجاوز الخلافات والتغلب على الصعوبات واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها، وإيثار المصالح العليا للعالم الإسلامي على المصالح الآنية التي لا تحقق للأمة الإسلامية القوة والمناعة والقدرة على الصمود في وجه التحديات التي تواجهها. وأبرزت الإيسيسكو في بيان لها إلى العالم الإسلامي، توصلت أون مغاربية بنسخة منه، بمناسبة الدورة الثانية عشرة لمؤتمر القمة الإسلامي التي تستضيفها القاهرة يومي 6 و7 من الشهر الجاري، أهمية وحدة الصف والهدف في إطار العمل الإسلامي المشترك، للتعامل مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تعرقل جهود التنمية الشاملة المستدامة ومعالجتها بالأساليب العلمية المجدية المعتمدة، ولتسوية الأزمات التي تنشب في بعض دول العالم الإسلامي في إطار من التعاون المشترك من أجل تحقيق المطالب المشروعة للشعوب الإسلامية في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان. وأوضحت الإيسيسكو أن سوء الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وانخفاض مؤشرات التنمية التربوية والعلمية والثقافية، في عدد من بلدان العالم الإسلامي، يؤدي إلى زعزعة الاستقرار وإضعاف الوئام الأهلي والسلم الاجتماعي، ويتسبّب في نشوب الأزمات السياسية القابلة للتفاقم إنْ لم تتوفر الإرادة السياسية الحازمة للتعامل معها بالحكمة وبالشفافية وبالمسؤولية الكاملة. وأهابت بالدول الأعضاء لتعزيز التعاون والشراكة بينها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتبادل الخبرات الرائدة لمحاربة الفقر والجهل والمرض ولاكتساب شروط النهضة المتكاملة المتوازنة. وناشدت الإيسيسكو قادة دول منظمة التعاون الإسلامي أن يجعلوا من القمة الإسلامية الثانية عشرة التي ستعقد بعد يومين في القاهرة، محطة جديدة للانطلاق نحو تفعيل (برنامج العمل العشري لمواجهات تحديات الأمة الإسلامية في القرن الحادي والعشرين) الذي اعتمدته القمة الإسلامية الاستثنائية الثالثة المنعقدة في مكةالمكرمة في سنة 2005م، موضحة أن من شأن التطبيق العملي الشامل لهذا البرنامج المتكامل أن يدفع بالدول الأعضاء في اتجاه استكمال تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية، وأن يساعد على إزالة العوائق التي تحول دون النهوض بالعالم الإسلامي في المجالات كافة. وشددت الإيسيسكو في بيانها على ضرورة احترام حقوق الشعوب الإسلامية والاستجابة لمطالبها المحقة وتمكينها من أداء دورها في تنمية مجتمعاتها والنهوض بها، وفقًا لمبادئ الديمقراطية والشورى، وفي إطار من المساواة في الحقوق والواجبات. وأعربت عن أملها أن تستجيب القمة الإسلامية الثانية عشرة لمتطلبات تجديد البناء الحضاري للعالم الإسلامي على أقوى الأسس وأقوم المناهج، من خلال التطبيق المتوازن والمحكم للقرارات الصادرة عن القمة الإسلامية في دوراتها المتعاقبة، ومنها القرارات التي اعتمدت فيها الاستراتيجيات القطاعية التي وضعتها الإيسيسكو لتحقيق النهضة الحضارية في مجالات التربية والعلوم والتكنولوجيا والابتكار والثقافة والاتصال والبيئة والنهوض بالطفولة.