زوال اليوم الأربعاء 13 يوليوز وفي طريق عودتي من وكالة بنكية، سلكت طريق الحديقة المطلة على قنطرة بنديبان، وكنت أداعب كعادتي هاتفي النقال لفترة ثم وضعته في جيبي، وعندما اقتربت من وكالة إتصالات المغرب، فاجاءني شخصين أحدهما شاب في العشرينات من عمره، أشهر في وجهي بخاخاً وهو يلوح برشه قائلاً : طلع ديك البياسة ! والآخر في حوالي الثامنة عشرة يحمل في يده سكينا من النوع الذي يطوى (المضا)، ترددت في إخراج الهاتف وقلت لهم : دعوني أستخلص فقط البطاقة، كرر الأول أمره ثانية وهو يصوب البخاخ نحو عيني، فما كان مني إلا أن استسلمت مرغماً وأعطيتهم الهاتف محاولاً إقناع نفسي أن هذا الأمر خير لي من فقد بصري، أو من أن أعيش بقية عمري بخدش غائر في وجهي. إنصرف اللصان في هدوء وكأنهما قد أنهيا مهمة اعتيادية، تتبعت خطواتهما وعندما حاولت الإقتراب منهما صوب كبيرهما البخاخ من جديد نحو وجهي، ثم إبتعدا سريعاً ركضت وراءهما وأنا أصيح : الشفارة، الشفارة،.. لكن ذلك لم ينفع شيئاً فقد كان المكان شبه خال، جريا بسرعة في إتجاه حومة البحرة، وإختفى أثرهما... حومة البحرة والأزقة المحيطة بها معروفة بهذا النوع من السرقات، لكن أحداً لم يضايقني رغم مروري بها مرات عديدة، فقط أسمع حكايات هنا وهناك عن انتشال أو صلب في المنطقة. اتجهت رأساً إلى مقر الدائرة الخامسة، وسجلت محضراً في الموضوع. طلبوا رقم هاتفي !!! وقالوا لي : سنتصل بك في حالة ما إذا تم القبض على المشتبه فيهم قصد التعرف عليهم !!!.