إن انتمائي كأمازيغي يبتدأ وينتهي بالإسلام، بماذا سينفعني انتمائي للغة/العرق، في مسيرتي إلى الله الخالق البارئ المصور؟ و إيماني به أن معيار التقوى هو ميزان التفاضل بين الناس "... إن أكرمكم عند الله أتقاكم". يقول بعض الأصدقاء الأمازيغ وهم يفتخرون عبارات من قبيل "كلنا مسلمون" و "أنا مسلم أمازيغي" ...، ومثل هذه العبارات غالبا تُقالُ عندما يجدون أنفسهم يرتكبون أخطاء تجعلهم خارج دائرة الإسلام، كأن الله عز وجل سيفضلهم عن غيرهم يوم الحساب لكونهم أمازيغ، وكذلك قال البدويون الأعراب "... وقالت الآعراب أمنا". إن قضية الانتماء للإسلام أَعَمَُّ من قضية الانتماء للغة/العرق، يبقى الإسلام هو المنطلق وهو الغاية بما هو جمع وتعارف، وتبقى اللغة/العرق من خصوصيات الشعوب والقبائل بما هي تَفْرِقَةٌ وتشتت إذا أخذناها معيارا للنظر إلى الواقع. ما الغاية من الفَرْنَسَةُ والعَرْبَنَةُ والمَزْغَنَةُ؟ لقد توسعت الفرنكفونية (سياسة فرنسية استعمارية) حتى وصلت إلى مستعمراتها في شمال إفريقيا ووسطها، حيث قامت بفَرْنَسَتِهَا إبان الاستعمار الخارجي المباشر إلى أن انتهائه، ولا تزال بعد دخولها في استعمارداخلي غير مباشر من طرف حكام مستبدين من بني جلدتنا، وتبقى فرنسا هي المستفيدة الأولى والأخيرة من تبعيتنا لها بعد توقيع حكامنا على عريضة "الاحتقلال"، أصبحنا بين ماضي الفَرَنْكُفُونِيَّةِ /الغاية، وحاضر العَرَبُفُونِيَّةِ/الوسيلة ومستقبل الأمَازٍيغُفُونِيَّةِ / الوسيلة. أكثر ما يهم هنا هو حاضرنا ومستقبلنا، وماضينا ما وُجِدَ إلا لنستفيد منه ونستخلص العبر والعظات، في مغربنا بعيد الاستقلال المزعوم انكبت البعثات الأثرية على نبش القبور وحفر الأطلال و ...، لإبراز معالم الماضي القومي الآشوري/السومري/الروماني/الأمازيغي قصد ضرب ثقافة الشعب المغربي الإسلامية وربطها بتاريخها الجاهلي. في سنة 1930 كان الأمازيغ الأحرار أول من ثاروا ضد ما يسمى ب "الظهير البربري"، هاهم أبناؤهم اليَوْمَ المُدَجَّنُونَ عقديا والمُعَلَّبُونَ فكريا والمُخَذَّرُونَ ثقافة يتسابقون إلى ما ثَارَ عليه آباؤهم في الماضي، بعد أن طلَّقوا هُوَيتهم الإسلامية، وجَهِلوا تاريخ الإسلام، حتى انعدمت فيهم الغيرة على الإسلام، واعتنقوا القومية بدلا منه. من أين ل"القضية الأمازيغية" كل هذا؟ هاهي "القضية الأمازيغية" يُعْقَدُ لها في باريسَ "مؤتمر أمازيغي عالمي" تنفق عليه أموال طائلة، تحشد له النساء والرجال طائعين راغبين في تمزيق المغرب وتمزيغه، وهاهي "القضية الأمازيغية" يتم تدويلها بوسائل متطورة وبعملاء مخلصين متفانين. والسؤال المطروح من أين لك (القضية الأمازيغية) هذا التمويل وهذا التدويل؟ والباحث عن السؤال سيجد أن الأمر استمرار للمحاولة الفاشلة/الظهير البربري، بما هو لعبة يهواها المستعمر في سياسة تمزيغ المغرب وتمريغه بأيدي أبناء المغرب وبناته، لهذا وجب على المستعمر كل ما يوحد الناس ويجمعهم وهو الإسلام، فما الخطة والسبيل إذا إلى ذلك؟ السبيل هو أن يذكي الصراعات القبلية ويزرع النعرات الجاهلية بين العرب والأمازيغ من أجل التفرقة ويستمر هو حينها في نهب ثروات البلاد وسخر لذلك خريجي بعثاته عربا وأمازيغ بعد أن رضعوا الفكر الظلامي عفوا التنويري نصب العِربان حكاما على رقاب المستضعفين، وجعل في معارضتهم المثقفين المغربين الأمازيغفونيين والسياسيين الأمازيغ الشعبوين، ليبقى صراعا أبديا يغطي على ما يفعله الحكام من نهب واستنزاف لثروات البلاد عن طريق وهم تَبَعٌ لغيرهم. إن المسلمين في سائر أنحاء بلادهم اليوم أدركوا أنهم في حاجة للوحدة والتوحد ضد المد الاستعماري الذي يتجسد في حكامنا المستبدين المفسدين، لنضع حدا له ونقلعه من جذوره، ونحصل على حريتنا التامة الغير المشروطة، وآنذاك بعد بزوغ فجر الحرية يجلس كل واحد منا جماعة و أفرادا ونؤسس لغد الديمقراطية على مبدأ الشورى. هل نهاية "القضية الأمازيغية" نهاية بداية؟ إن نهاية الأمازيغفونية في شمال إفريقيا ومعها كل القوميات الأخرى في العراق؛ تركيا؛ مصر؛ ... ستبتدأ مع تمام إدارك المسلمين في كل بقاع الأرض بضرورة الوحدة والتوحيد للوقوف قوة واحدة ضد الاستكبار العالمي الذي تشكله الصهيونية الراعية الرسمية لكل هذه القوميات وممولتها ومدولتها. (*) – الماضي/الحاضر/المستقبل