دعا الخبراء المشاركون في أعمال المائدة المستديرة التي عقدتها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة -إيسيسكو- يوم 17 سبتمبر الجاري في مدينة شفشاون (شمال المملكة المغربية)، حول موضوع (الإساءة إلى الرسول الكريم في فيلم براءة المسلمين: الخلفيات والدواعي وسبل المعالجة الحكيمة)، إلى التعامل مع الإنتاجات الإعلامية المسيئة للإسلام ورموزه الدينية بأسلوب علمي قائم على الحكمة والتبصر، والابتعاد عن ردود الفعل المتشنجة، واللجوء إلى المحاكم الدولية لمقاضاة الأفراد والمؤسسات التي تعمل على تأجيج الكراهية والعنصرية ضد الدين الإسلامي ومعتنقيه، والإساءة إلى رموزه المقدسة . وأكد المشاركون في المائدة حسب بلاغ صحفي من القسم الاعلامي بالايسيسكو توصلت أون مغاربية بنسخة منه ضرورة تنسيق الجهود بين المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني الحقوقية من أجل تفعيل القانون الأممي رقم 224/65 الذي يجرم تشويه صورة الأديان. كما ناشدوا الفيدرالية الدولية للصحافة والهيئات العاملة في المجال السمعي البصري للتعجيل بإصدار ميثاق شرف أو اتفاقية دولية تلزم مختلف الأطراف الفاعلة في قطاع وسائل الاتصال الجديدة وقطاع الإنتاج السينمائي باحترام البنود والمقتضيات المنصوص عليها في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة المذكور، وفي الإعلانات والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، واحترام الحريات الفردية والجماعية وكرامة الإنسان والتعايش بين الأديان. وشددوا على ضرورة ربط حرية التعبير بالمسؤولية وعدم الكيل بمكيالين. وأدان المشاركون في المائدة اغتيال الأفراد وتخريب المنشئات والمقرات الدبلوماسية للدول الغربية في دول العالم الإسلامي، واستنكروا بعض المواقف الرافضة لإدانة منتجي الفيلم، وأشادوا بمواقف المؤسسات السياسية والثقافية والإعلامية والفنية والدبلوماسية والدينية في العالم التي عبرت عن استهجانها للفيلم ومطالبتها باحترام الرموز الدينية الإسلامية. كما أهابوا بالعقلاء من العالمين الإسلامي والغربي إلى تطويق المشكل والعمل على عدم تكراره، حقناً للدماء وحفاظاً على السلم والأمن والتعايش بين الأديان والتسامح بين معتنقي الأديان، والتنسيق في اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية والقانونية والحقوقية والثقافية والتربوية لسد الطريق في وجه الباحثين عن الفتنة من كارهي الإسلام في الدول الغربية والجماعات الداعية إلى العنف والتطرف في العالم الإسلامي. ودعا المشاركون الإيسيسكو إلى مواصلة جهودها في مجال معالجة الصور النمطية عن الإسلام في وسائل الإعلام الدولية وأشادوا بالمقاربة المهنية والأكاديمية التي اقترحتها الإيسيسكو من خلال إعداد المنهاج الدراسي لتأهيل الإعلاميين في مجال معالجة الصور النمطية المتبادلة. وأوصى المشاركون بضرورة عناية المخرجين والمنتجين السينمائيين في العالم الإسلامي بالمواضيع المدافعة عن الهوية الثقافية الإسلامية والمعرِّفة بالقيم الإسلامية السمحة والأخلاق النبيلة للرسول الكريم.