اختتمت الرابطة المغربية للصحافة المغربية مؤتمرها الوطني الاول مساء الاحد 9 شتنبر الجاري بتجديد انتخاب رئيسها وتشكيل المجلس الوطني والمكتب التنفيذي . لقد كانت محطة تاريخية مهمة في مجال الإعلام الإلكتروني المغربي لأنها جاءت في وقت تشرف فيه الوزارة الوصية على ورش تنظيم القطاع من خلال التشاور مع الأطراف المعنية ومن ضمنها الرابطة حول سبل تحقيق الاعتراف القانوني بالصحافة الألكترونية وإعداد كتاب أبيض حول الإعلام الإلكتروني. وأظهرت أن هناك توجها جديا نحو التزام الصحافيين الإلكترونيين بأخلاقيات المهنة والملكية الفكرية والعمل بوضوح وفي إطار القوانين الجاري بها العمل . هذا التوجه ربما لا يعجب البعض لأنه استلذ واستطاب التخفي وراء أسماء مستعارة والقذف والشتم وسرقة المقالات والصور. ولذلك كانت هناك محاولات بئيسة وغير مسؤولة لإفشال مؤتمر الرابطة ومع الأسف من أهل البيت كما يقال . لابد أن أشير إلى أنه في التغطية الإعلامية لأعمال الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر الرابطة في مقر الإيسيسكو يوم السبت الماضي قال زميل صحفي أحترمه في مقال له في جريدة التجديد أن الأمن الخاص للإيسيسكو تدخل لضبط التشنج وانفلات أعصاب المؤتمرين خلال جلستهم المغلقة . والواقع أن ذلك الأمر ليس صحيحا إطلاقا لأن المعنيين ثلاثة موظفين مكلفين بالإشراف على الجوانب التقنية للإضاءة والصوت والتكييف كانوا في خدمة المؤتمرين 12 ساعة متتالية وليسوا أمنا خاصا. كما أود التوضيح بأن الإيسيسكو استضافت أعمال الجلسة الافتتاحية استجابة لطلب قدمته الرابطة وتمت الموافقة عليه باعتبار الرابطة مؤسسة معترف بها قانونيا وطرف فاعل في الحوار الوطني حول الإعلام تستحق التشجيع والدعم، ولأن هناك أعضاء من الحكومة المغربية كان مبرمج حضورهم في الجلسة الافتتاحية ، وأن برنامج الجلسة الافتتاحية تضمن توقيع مذكرة تفاهم بين الإيسيسكو والرابطة، وتضمن تقديم أول دراسة ميدانية حول الصحافة الإلكترونية في المغرب دعمتها الإيسيسكو ليس سعيا لكسب ود أو تملق أو استقطاب بل لأن ذلك العمل من صميم رسالة الإيسيسكو والتزاماتها اتجاه تقديم الدعم المادي والخبرة الفنية ، للمؤسسات الحكومية والمنظمات غير حكومية المعترف بها قانونا ، في إطار تفعيل استراتيجية تطوير تقانات المعلومات والاتصال ومتابعة تنفيذ خطة العمل والتزام تونس الصادر عن القمة العالمية لمجتمع المعلومات والاتصال. وهو الدعم الذي استفادت منه كثير من التنظيمات التربوية والثقافية والإعلامية في الدول الأعضاء في الإيسيسكو في إفريقيا وأسيا والمنطقة العربية بل خارج العالم الإسلامي في أوربا وأمريكا اللاتينية. كما أن استضافة أعمال مؤتمر الرابطة ودعمها وتوقيع مذكرة تفاهم معها يندرج ضمن خطة عمل قسم الإعلام في الإيسيسكو الجديدة الهادفة إلى تعزيز انفتاح الإيسيسكو على وسائل الإعلام وتعزيز علاقات التعاون معها المبنية على الاحترام والتقدير في إطار مهني ومؤسساتي واضح وشفاف ونزيه ، بعيد عن الدعاية وتلميع الصورة ، وهادف في المقام الأول إلى نشر المعلومات وتزويد الرأي العام بصحيحها ومفيدها. لم أفهم كيف أن الوزارة الوصية والفعاليات المعنية منكبة على الموضوع في إطار لجنة متخصصة والبعض لا يتابعون بالشكل المطلوب هذا النقاش و لا يسهمون في البحث الجاري بشأن تنظيم قطاع الإعلام والاتصال في المغرب في ضوء مقتضيات الدستور الجديد. يجب الاهتمام بإبراز الحاجة إلى تطوير الصحافة الإلكترونية في بلادنا ، والحاجة لقبوله طرفا فاعلا في المشهد الإعلامي ، والحاجة لدعمه من أجل ضبطه وليس احتوائه، والحاجة لتطويره من الناحية الأكاديمية والتنظيمية ، والحاجة إلى تحقيق التكامل بينه وبين الصحافة المكتوبة من أجل تفعيل دورهما في التنمية المستدامة ، وتشكيل رأي عام وفق مقتضيات الدستور الجديد ، والحاجة إلى نقاش أكاديمي من طرف الأساتذة الباحثين في إطار المعاهد المتخصصة وبالتنسيق مع المنظمات الدولية لتعميق البحث في الأزمة الإبستمولوجية التي تطرح اليوم بحدة أمام التوابث المتعارف عليها في ممارسة العمل الصحافي من أجناس وإدارة تحرير وووووو .....والخلخة التي أصابت هذه المهارات التقليدية بظهور الصحافة الالكترونية والنشر على مدار 24 ساعة وكثير من التحديات والإكراهات التي تعترض اليوم الصحافة التقليدية في ظل تنامي وتطور وانتشار الصحافة الإلكترونية. ** خبير الاتصال ورئيس قسم الإعلام في الإيسيسكو.