فوجئ الحضور ومعه الصحافة العالمية بخطاب داعم للثورة السورية دون مواربة، إنما ما أدهش الجميع أيضا هو ترجمة هذا الخطاب مباشرة على التلفزيون الرسمي الإيراني. فإذا بسوريا تُصبح البحرين ودعوة المعارضة السورية للتوحد دعوة للمعارضة البحرينية ! حتى أن بعض الوكالات الإيرانية المحافظة تمادت أكثر من ذلك في تحوير خطاب الرئيس المصري. وكالة فردا أكدت أن مرسي دعا إلى استمرار النظام القائم مع وجوب دعمه من أجل تحقيق الإصلاحات المرجوة وأن الشعب السوري حرٌ وبإمكانه التصدي للمؤامرات، قاصدة الخارجية منها. ذلك بينما فضلت بعض الوكالات انتقاد خطاب مُرسي بعد نقل خطابه دون تحوير. كانت وكالة إيسنا، وهي وكالة رسمية للطلاب الإيرانيين، من بين القلائل التي نقلت خطاب مُرسي على حقيقته حتى ولو تفادت وصف النظام السوري بالقمعي كما فعل الرئيس المصري. لكن المُلفت للنظر هو ردة فعل وكالة بازتاب التي تغنت بتحذيرها السابق للخطاب، إذ أنها توقعته داعما للثورة السورية. مما يدعو إلى التساؤل، فهل كان المسؤولون الإيرانيون متحضرين لهذا الخطاب وهل هم من دعوا المترجمين إلى تحويره عن سابق تصوّر وتصميم؟ أم أن قرار التحوير كان ابن ساعته؟ أم أن هذا الخطأ الفادح يعود فقط إلى انحياز المترجمين أنفُسهم؟ في جميع الأحوال ترأُس طهران لحركة دول عدم الانحياز يبدأ بداية سيئة للسياسة الخارجية الإيرانية، فبدل أن تفلح طهران في حشد هذه الدول دعما لهذه السياسة وللنظام السوري، فإذا بها تُصبح عُرضة للسخرية في عصر بات فيه تحوير الحقيقة عُرضة للكشف السريع... ** المصدر : فرانس 24