رحبت أوساط سياسية مصرية بالإعلان عن تكليف هشام قنديل بتشكيل الحكومة المصرية المقبلة, وطالبت بمنحه الفرصة كاملة قبل الحكم عليه، في حين انتقدت أوساط أخرى هذا الاختيار، خاصة أن الترشيحات ظلت تدور حول أسماء أخرى طوال الفترة الماضية، قبل أن يقع الاختيار على وزير الري والموارد المائية في الحكومة الحالية. وقد بادر حزب الحرية والعدالة -المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين- إلى الترحيب بتكليف قنديل ووصفه بأنه شخصية وطنية مستقلة، مؤكدا -في بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه- أنه حريص على التعاون الوثيق مع رئيس الجمهورية محمد مرسي ورئيس الوزراء المكلف في تشكيل الحكومة الجديدة على أساس الخبرة والكفاءة. وفي الوقت نفسه، اعتبر عصام العريان -الذي يقوم بأعمال رئيس حزب الحرية والعدالة خلفا لمرسي الذي استقال بعد انتخابه رئيسا للجمهورية- أن اختيار قنديل جاء مفاجئا لمن حاولوا فرض أسماء أخرى على الرئيس، مضيفا أن هذه الخطوة من شأنها أن تبث مزيدا من اليأس في نفوس الذين ما زالوا "يحلمون بعودة العهد البائد". تفاؤل وتفهم من جانبه قال رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية عصام دربالة إن اختيار رئيس الحكومة حق لرئيس الجمهورية، ومن الواجب منح الرجل فرصة كاملة على أن يكون تقييمه بعد فترة معقولة من العمل، مؤكدا أن المهم هو توفر معايير الكفاءة والأمانة بغض النظر عن الانتماء الديني أو السياسي. أما المتحدث باسم حزب النور السلفي نادر بكار فقال للجزيرة نت إنه يرى جوانب إيجابية كثيرة في تكليف قنديل برئاسة أول حكومة في عهد الرئيس الجديد، وفي مقدمتها أنه ليس متقدما في السن، فضلا عما أظهره من كفاءة في عمله الوزاري، وكذلك عدم انتمائه إلى حزب أو تيار معين. وانتقد بكار من سارعوا بانتقاد رئيس الحكومة المكلف حتى قبل أن يبدأ عمله أو يشكل حكومته، وقال إن الاختيار هو حق للرئيس الذي سيحاسبه الشعب على اختياره، وعليه فإنه من حقه أن يختار من يثق في قدرته على تنفيذ مشروع النهضة الذي تعهد به. كما رفض القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين محمد حبيب المسارعة بالحكم على رئيس الوزراء المكلف، وقال إنه من الحكمة الانتظار حتى يكمل تشكيل حكومته ويحدد أهدافه ويبدأ عمله، وبعد ذلك يأتي التقييم. تحفظ وانتظار وفي الوقت نفسه، عبرت شخصيات سياسية مصرية عن تحفظها على الاختيار، ومنها رئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي الذي قال إنه ينتظر إنجازات الحكومة المقبلة، وكذلك رئيس حزب غد الثورة أيمن نور الذي قال للجزيرة نت إنه لا يرى في قنديل الاختيار الأمثل للفترة المقبلة، وإن كان يعتقد أن الحكومة المقبلة ستكون مختلفة كثيرا عما اعتاده المصريون من قبل. وبدوره، قال الناشط الحقوقي جمال عيد للجزيرة نت إنه كان يتحفظ على قنديل بسبب انتمائه للحكومة الحالية التي يرأسها كمال الجنزوري، وأضاف أنه يتمنى أن ترحل الحكومة بأكملها وتأتي حكومة تعبر عن الثورة وتعتمد على الكفاءات، وأن تختار الوجوه المقبولة شعبيا. وفي السياق نفسه، قال المنسق العام لحركة 6 أبريل أحمد ماهر للجزيرة نت إنه يتمنى التوفيق لرئيس الحكومة الجديد، ويعتقد أنه من المبكر جدا الحكم عليه، مضيفا أن هذا لا ينفي أن اختياره جاء مثيرا للجدل، وأن الكثيرين لا يمتلكون معلومات كافية عنه، ومن بينهم حركة 6 أبريل التي كانت تتمنى المزيد من الشفافية في عملية الاختيار. وأضاف ماهر أنه يتخوّف من تكرار تجربة عصام شرف الذي شكل أولى حكومات الثورة بعد فترة قصيرة من تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، فمع أنه جاء بتأييد شعبي لكنه لم ينجح في تحقيق أحلام المصريين وآمالهم، رغم كونه من المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة. المصدر: الجزيرة نت