بعد تكليف الرئيس المصري "محمد مرسي" وزير الموارد المائية والري الدكتور "هشام قنديل" بتشكيل الحكومة الجديدة والعمل على الإنتهاء من التشكيل الوزاري في القريب العاجل، انتقد سياسيون ومثقفون الذين أبدوا تأييدهم ل"مرسي" في الفترة الأخيرة اختيار "قنديل" رئيسا للحكومة وأشاروا إلى أنه يمثل امتدادا للماضي الكئيب وأعلنوا أنهم كانوا يفضلون أن يمثل رئيس الوزراء الجديد قطيعة تامة مع الماضي. حيث قال الكاتب الصحفي "وائل قنديل" عبر حسابه على موقع "تويتر" أن رئيس الوزراء الجديد قد يكون شخصا عبقريا ونابغة في مجاله، لكنه اختيار لا يمثل التغيير بمعنى القطيعة مع ماض كئيب. وتابع "من لم يقرأ فيما يجري ملامح انقلاب صامت تمارسه بقايا النظام القديم على الرئيس الجديد فهو واهم، ومهما يكن نتمنى لرئيس الحكومة الجديد النجاح"، وواصل "مصر يكاد يقتلها العطش للتغيير الكامل، غير أن هذا لا يعني أن نأتي لها بوزير ري أو خبير مياه سابق رئيسا للحكومة". أما الناشط الحقوقي "جمال عيد" ومدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فقد قال عبر حسابه على موقع "تويتر" أنه من حق أي رئيس يولي أي وزارة حتى لو كلها من حزبه طالما كانت كفاءات، واستطرد "اعتراضي على الإستعانة بوجوه من وزارة العسكر أو أي من رموز مبارك". وأضاف "كنا نفضل أن ترحل كل حكومة الجنزوري، كلها من الجنزوري لفايزة لطنطاوي، وتأتي وزارة معبرة عن الثورة، تعتمد على الكفاءات وليس الحسابات"، ووجه كلامه إلى رئيس الوزراء الجديد قائلاً "إن مصر مليئة بالكفاءات والخبرات، وإذا تساوت الكفاءات، فاستعن بوجوه جديدة ومقبولة شعبيا"، وختم كلامه قائلاً "يعني أبعد عن كل وزراء الجنزوري، كلهم". وقال "أحمد ماهر" منسق حركة 6 إبريل في بيان له يوم أمس إن اختيار "قنديل" لتشكيل الحكومة مثير للجدل، وعبر عن تخوفه من تكرار تجربة "عصام شرف" خاصة أن نفس المعايير التي تم اختيار "شرف" على أساسها هي نفس معايير اختيار "قنديل". وطالب "ماهر" بإعلان أسباب اختيار شخصية رئيس الوزراء التي جاءت خارج التوقعات. وتساءل "لماذا لا يوجد شفافية وحوار حتى نستطيع فهم حيثيات الإختيار؟"، مؤكداً أنه رغم ذلك لا يجب تقييم قنديل الآن، لأن الوقت مبكر جداً الآن للحكم عليه". وقال الناشط "وائل غنيم" على حسابه الشخصي على موقع "تويتر" إن الخبرات المتراكمة ل"قنديل" كلها في مجال الري، وتساءل "هل هذه هي أولوية الحكومة القادمة؟ كنت أعتقد أن الأولوية لخبير اقتصادي أو إداري". وتابع "غنيم"، "سؤال استفهامي وليس استنكاري: ما هي الإنجازات التي حققها د.هشام قنديل كوزير للري أو في وظائفه السابقة تجعل منه رئيسا لوزراء حكومة "تكنوقراط"؟". ومن جانبه، طالب النائب "مصطفى النجار" بالصبر على "قنديل" وعدم الحكم عليه، قائلاً على صفحته عبر موقع ال"فيس بوك"، "الكفاءة وحسن الأداء هي محل الحكم على أي شخص يتولى المسئولية وليس شكله أو انتماءه، ومن المبكر الحكم على شخص أحكام نهائية قبل أن نرى فعله".