يعتقد بعض المفكرين أن مفهوم الذات هو مفتاح الشخصية السوية ، وطريق الوصول إلى النجاح والتوافق الشخصي والاجتماعي والمهني ، بل والإبداع والتفوق الدراسي كما أن مدركات الفرد المتصلة بذاته وماتتضمنه من أحكام تقييمية ، تعتبر موجهات أساسية لسلوكه وتكيفه . ويُعد مفهوم الذات من الأبعاد الهامة في حياة الأفراد ، حيث أنه يعبر عن اعتزازهم بأنفسهم وثقتهم بها ويرتبط بقدراتهم واستعداداتهم وإنجازاتهم ، و تنمية هذا الجانب يفيد الأفراد ويفيد الجماعات أيضا ، ولاشك إن دراسة مفهوم الذات ، تعيننا علي فهم كيف نحقق نجاح أو نبعد عن فشل حيث أن مفهوم الفرد لذاته ومفهومه عن فكرة الآخرين عنه يحددان سلوكه . أن الارتباط وثيق خاصة في مجال الدراسة بين مفهوم الذات والتحصيل الدراسي، فقد يؤدي الفشل في بعض المواقف الأكاديمية أو المواد الدراسية، إلى مشاعر من العار والاكتئاب، تحول بين هؤلاء الطلبة وبين الحفاظ على مشاعر الكفاءة التي حصلوا عليها في مواقف ومواد دراسية أخرى ، ويزداد الأمر سوءا إذا حدث الفشل رغم جهود الطالب الكبيرة التي بذلها في الدراسة والتحضير. إذ أن ذلك يُعتبر دليل على انخفاض القدرة العقلية عنده وهو ما ينطبق في حياتنا العامة علي كثير من المواقف التي لا نقدر ولا نعرف فيها ذاتنا وقدراتنا ونفقد الثقة في انفسنا ويصل بنا الحال في كثير من المواقف الي جلد الذات وهي لا تبغي الا القليل من الثقة بالنفس لكل منا في قدراته وادائه العملي والعقلي بما لا يخل بمبادئ وقيم المجتمع . ويؤكد الباحثون النجاح في أي عمل ما يتوقف على مدى درجة تحقيق الذات لأن مفهوم الذات وتقدير الذات ، يلعبان دورا هاما في حياتنا ، لارتباطهما بأمور أخرى كثيرة ، منها على سبيل المثال : القدرة على المنافسة ، ومستوى الطموح ، والتوافق الشخصي والاجتماعي ، والصحة النفسية فإذا أردنا أن نفهم كيف تدفع خبرات النجاح والفشل افراد المجتمع بطرق مختلفة ، يجب أولا وقبل كل شيء أن نأخذ في الاعتبار مفهوم الذات عند هؤلاء حيث يرتبط هذا المفهوم بتوقعات النجاح أو الفشل . ونظرا للأهمية الكبيرة لمفهوم الذات ، فقد أُخضع بأبعاده المختلفة في العقود الثلاثة الماضية إلى عدد كبير جدا من الأبحاث، ودُرست علاقته بأبعاد الشخصية والذكاء،والتكيف العام والخاص وكذلك التحصيل، وبرز من هذه الدراسات عدد من الاستنتاجات التي أصبحت من المسلمات الأساسية في علم النفس ، منها على سبيل المثال ، أن الأفراد الذين يتمتعون بمفهوم إيجابي للذات ، ( مقابل سلبي) ، هم أفضل تكيفا وتحصيلا بشكل عام . إن مفهوم الفرد عن ذاته وما يعتقده الآخرون عنه يحدد أفعاله وسلوكه ، وإن دراسة مفهوم الذات تعتبر ذات أهمية كبيرة في مساعدة اي إدارة في فهم عمليات النجاح والفشل التي تنتاب العاملين لديها لأن العلاقة بين مفهوم الذات والاداء المتوازن والفعال ، علاقة طردية ، أي أنه إذا كان مفهوم الذات لدى الفرد عن ذاته جيدا وإيجابيا ، فإن يكون جيدا هو الآخر فإذا أردنا أن نزيد من انجازاتنا وفدراتنا علي الاداء بنجاح ، فيجب علينا أن نعمل على تحسين مفهوم الذات لدينا ومن يحيطون بنا في اعمالنا وحياتنا. استشاري نظم المعلومات والحاسبات الالية خبير التنمية البشرية والتدريب هذه المقالة جزء من كتابي ( اعرف ذاتك واستثمر اوقاتك )