حقق منتخب أسبانيا ما لم يحققه أي منتخب قبله بإحرازه مساء الأحد 1 يوليوز الجاري كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي بعد أن اكتسح إيطاليا 4-صفر في النهائي بكييف. وسجل أهداف "الروخا" سيلفا في الدقيقة 14 وألبا في الدقيقة 41 وتوريس في الدقيقة 82 قبل أن يختتم ماتا المهرجان في الدقيقة 88. ولم يم من عمر المباراة سوى دقيقة حتى سدد أندريا بيرلو كرة مرت بعيدا عن مرمى كاسياس، منذرة بنية المنتخب الإيطالي القوية ورغبته الشديدة في كسب اللقب. وسارع الأسبان إلى رد الفعل بهجمة من دافيد سيلفا (د. 3). وتأكدت توقعات المتخصصين الرياضيين بأن المباراة ستكون حماسية نظرا لتشكيلتي المنتخبين الأساسيتين ولعبهما الهجومي. أسبانيا أسرعت وتيرة لعبها ودخلت إيطاليا بتشكيلة ضمت جانلويجي بوفون في المرمى، وثلاثي يوفنتوس ليوناردو بونوتشي وأندريا بارزاغلي وجورجي كييليني ولاعب ميلان إنياسيو أباتي في الدفاع، وخط وسط مؤلف من أندريا بيرلو ودانييلي دي روسي وكلاوديو ماركيزيو وريكاردو مونتوليفو، والثنائي أنتونيو كاسانو وماريو بالوتيلي في الهجوم. وسرعت أسبانيا وتيرة لعبها لتحاصر الإيطاليين في منطقة دفاعهم، وخلقت فرصتين للتسجيل عن طريق راموس بركلة حرة (د. 6) وسيلفا (د. 7)، وكأنها استعادت لعبها المعتاد. وكاد تشابي يفعلها في الدقيقة 9 عندما سدد ضربة قوية على حافة منطقة الجزاء مرت قريبا من مرمى بوفون. ولكن افتتاح باب التسجيل جاء في الدقيقة 14 عندما باغت أنييستا دفاع إيطاليا وزود فابريغاس بتمريرة في العمق ليركض لاعب برشلونة صوب المرمى قبل أن يهدي كرة الهدف الأول لسيلفا. وبدأت أسبانيا المباراة بإيكر كاسياس في المرمى، وفي الدفاع ألفارو أربيلوا وجيرار بيكيه وسيرجيو راموس وخوردي ألبا، فيما الوسط ضم كالمعتاد خمسة لاعبين هم سيرجيو بوسكيتس وتشابي الونسو وتشافي هرناديز ودافيد سيلفا وأندريس أينييستا، وفي الهجوم سيسك فابريغاس بمفرده. إيطاليا تكشف عن أوراقها وألبا يعمق جراحها وبتلقيها هدفا اضطرت إيطاليا إلى كشف أوراقها، فانهالت إلى الهجوم قصد العودة إلى النتيجة. فشنت هجوما تلو الآخر إلا أن بالوتيلي لم يتمكن من حسن استغلالها، لاسيما أن كاسياس بدى في قمة لياقته وبراعته. واضطر برانديلي إلى استبدال كييليني المصاب ببالزاريتي في الدقيقة 20. ولم يكن بالوتيلي (د. 26) ولا كاسانو (د. 30 و32) بعيدين عن ترجيح الكفة لولا تدخل موفق لكاسياس. وقد بدأت إيطاليا تثق في قدراتها للفوز باللقب اعتبارا من مباراتها الثالثة ضمن منافسات المجموعة الثالثة عندما فازت 2-صفر على أيرلندا، لتحجز مكانها في ربع النهائي. وفي حين كان كثيرون يتوقعون مواجهة ذات طابع دفاع أمام انكلترا، فاجأ المدرب تشيزاري برانديلي الجميع بخطة هجومية كشفت وجها جديدا جميلا لكرة القدم الإيطالية، وكأنك تشاهد.. أسبانيا. وازداد إعجاب الجماهير بالإيطاليين بعد تألقهم في نصف النهائي أمام ألمانيا المرشحة بامتياز لإحراز لقب 2012 وتغلبوا عليها 2-1. وفرض بيرلو وماركيزيو وزملاءهما ضغطا كبيرا على وسط هجوم أسبانيا واستعادوا السيطرة على الكرة، ما أجبر لاعبي أسبانيا للتراجع، مع شن الكرات المرتدة. وتمكن خوردي ألبا إثر أحداها من تعميق الفارق بعد أن تلقى كرة على طبق من ذهب وفي التوقيت المحدد من فابريغاس (د. 41) ليصعب أكثر من مهمة إيطاليا. برانديلي يوقع نفسه في ورطة... وأقحم برانديلي مع انطلاق الشوط الثاني دينتالي مكان كاسانو بهدف تقليص الفارق في أسرع وقت ممكن. إلا أن سلفا دخل بالكرة حتى خط مرمى بوفون قبل أن يتدخل بارزاغلي ويبعد الخطر (د. 46).وفي الدقيقة 51 ظن الأسبان أن دينتالي في وضعية تسلل ولكن المهاجم الإيطالي كاد أن يسجل لولا تدخل كاسياس مرة أخرى. وكان حكم المباراة تجاهل إعلان ضربة جزاء لصالح اسبانيا حيث لمس بونوتشي الكرة بيده داخل منطقة العمليات (د. 49). لتعزيز خط الوسط، أشرك برانديلي تياغو موتا في مكان مونتوليفو (د. 56)، فيما فيسانتي دل بوسكي أقحم بدرو محل سيلفا (د. 58). ولسوء حظ برانديلي، خمس دقائق بعد دخوله تلقى موتا إصابة أجبرته على مغادرة الملعب وترك زملاءه بعشرة مقابل 11 للأسبان. وأسبانيا تدخل التاريخ من بابه الواسع ومنذ تلك الدقيقة تحولت المباراة إلى هجوم-دفاع لفائدة "الروخا"، ولم تفوت الأخيرة على نفسها فرصة تسيير ما تبقى من عمر المباراة بالتمريرات القصيرة والتحكم المطلق في الكرة، ,أشرك دل بوسكي فرناندو توريس في مكان فابريغاس لتحفيز لاعبيها على مواصلة التركيز وتسجيل هدف ثالث ينهي آمال الخصم الإيطالي. وتمكن توريس من تحقيق ذلك في الدقيقة 82 قبل أن يختتم ماتا البديل الذي عوض مهرجان الأهداف في الدقيقة 88. وأصبح دل بوسكي أول مدرب يحرز كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية. ** المصدر: فرانس 24