في يوم أعيش بداخلي بكركبات دائرية تأخذني يمينا وتقذفني شمالا..........أين أسير والى أين المصير؟ ابحث عن ذاتي في تفاصيل أنسجتي وفي خلايا ثدي بدأ يحتضر منتظرا نهايته كما الخروف في أضحية عيد الأضحى، بدأت اتفقد المكان أتابعه وأراقبه واوقاتا أودعه لانتظر المولود اللقيط القادم"حفنة من السيلكون"ستحقن لتزيف أنوثتي وتجعلني أمتع الناظر وأموت قهرا على أمومة ورغبة وعاطفة وحياة.......... أيام قليلة انتظر فيها مشرط الطبيبان اللذان تجهزا لاقتحام خصوصيتي وتفجير طاقة أنثى تصرخ ربما تمردا وتحديا وقبولا لواقع استئصال روح تتغذى من ثديها الأيسر النابض بنبض القلب، حاولت معهم مرارا الحديث عن خيارات أخرى لوقف نزيف قلبي عن الاستئصال ولكن طبيبي الجراح قال ان لا خيار غير ذلك اما طبيب الأورام الروسي قال "ثديك مهم لك ولكن حياتك أهم" . أيام قليلة تفصلني عن سرير وإضاءة وأنابيب تنفس ومخدر سيعود بي تحت تأثير مخدره الى طفولتي ومراهقتي المكبوتة وشبابي المزيف ونضجي المليئ بالثورات والانقلاب وحالة وداع للمرض سيأخذني الى حيث لا أريد، اتلمس المكان كل يوم وانظر الى حلمتي وتفاصيل محيطها لازيل الحاجز بيني وبين كيس سيوضع في داخلي وينفخ به ببوق سيلكون ربما أكون بعده هيفا او اليسا او اذا قررت المغامرة الكبرى وأكون باميلا اندرسون... تساؤلات تراودني كلما اقترب موعد الذبح، تذكرت طفولتي حين كنت في العاشرة من عمري وبدأ هرمون الاستروجين يتسلل الى ثدي ليخبر المحيطين ان معالم أنوثتي بدأت بالتدفق، واخذ يكبر ويبلور الأنثى القادمة ويتوجها بحرارة التميز، بداية اعتبره محرما ومخجلا وبدأت أضع كتب المدرسة عليه وانا اسير في الشارع واستنكر النساء اللواتي يعرينه لدرجة بدأ ظهري بالميلان الى الامام على قدر انحنائي لاخفيه، لا اعرف لماذا اعتبرته شيئا خاطئا في حياتي الى ان اكتملت الانثى بداخلي وبدأت اظهره وابرزه كلما سمعت مديحا من المحيطين بي عن مدى جماله وانوثته، اذكر عندما كنت مخطوبة وخطيبي في شارع يافا في القدس حينما لم اكن اعرف اللغة العبرية وتوجهنا لشراء شئ ما لا اذكره وقالت البائعة الاسرائيلية لخطيبي"لها ثدي جميل جدا اهو طبيعي" ضحك وسر في داخله ان هذا المكان غنيمته لقى استحسان امرأة. عادة كنت اسأل كثير عن نوع الصدرية التي البسها وهل ما بداخلها حقيقي ام لا، اضحك من سخرية قدري حينما اعتبرته اعلى درجة انوثتي اسير ميساء الانثى بالروح والجسد ومقدمته وعنوانه ونبضه سيشرط ببساطة ليسيل دمي مع كل دمعة تنزف من قلبي وروحي، ما اجمل تلك اللحظات التي كنت فيها احتضن طفلاي وارضعهم الحب والامل والتسامح وارادة الحياة، ارضعهم عشقي لهم وعشقي لكل تنهيدة حياة تخرج من انفاسهم حين كانا يلتقتان الثدي جوعا وحنانا و رغبة حياة ............ ليس بالسهل ان تودع جزءا لطالما حاولت ان تستمد منه انفعالاتك بالفرح والحزن والغضب، هي حالة انتصاب وانكماش هي طاقة العقل بتألقه حين ينتعش فرحا وحين يتألم متفجرا، سخرية قدرتي تحملني اليوم الى طبيب "التجميل والذي يسمى بالعبرية بلاستكا وبالانجليزية بلاستيك" وفعلا هي حالة بلاستيكية سأعيشها مع السيلكون وبالون يحتويه ربما يكون مظهره اجمل من السابق مع لمسات وقياسات وانتفاخات مدروسة ولكن هذا؟؟ ----------------- ** المصدر: كاتبة صحفية بفلسطين خاص ب " وكالة أخبار المرأة "