يستحضر الفلسطينيون والعرب الذكرى ال45 لعملية ميونخ البطولية, وهي عملية احتجاز رهائن إسرائيليين حدثت أثناء دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونخ في ألمانيا من 5 إلى 6 ستنبر سنة 1972. وحول تفاصيل العملية فقد قام ثمانية أفراد من منظمة أيلول الأسود الفدائية في 5 شتنبر عام 1972م أثناء دورة الألعاب الأولمبية باقتحام مقر البعثة الرياضية الإسرائيلية في القرية الأوليمبية بمدينة ميونخ وإحتجاز 11 فرد من الفريق الأوليمبي الإسرائيلي كرهائن ، قتل منهم رياضي ومدرب إسرائيلي حاولوا المقاومة عند احتجازهم ، وطالب الفدائيين بالإفراج عن 200 من المعتقلين العرب في السجون الإسرائيلية . أحاطت الشرطة الألمانية بالمبنى ، وتمركز القناصة على أسطح المباني المجاورة وبدأت المفاوضات مع الفدائيين بحضور وزير الداخلية الألماني الذي عرض عليهم في البداية مبادلة الرياضيين الإسرائيليين بعدد من المسؤولين الألمان ولكن رفض الفدائيين هذا الطلب ، وعرضت السلطات الألمانية مبلغ غير محدد من الأموال ولكن رفض هذا العرض أيضا. فشل عملية الإنقاذ وبناء على اتصالات بين السلطات الألمانية والسلطات الإسرائيلية أرسلت إسرائيل مسئول كبير من جهاز الأمن الإسرائيلي لأعداد كمين لإطلاق سراح الرهائن حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم كما صرحت بذلك جولدا مائير في تصريحها أمام الكنيست. طلب الفدائيين بتوفير طائرة تقلهم مع الرهائن إلى القاهرة ، أقلعت طائرتا هيلكوبتر محملتان بالفدائيين والرهائن إلى مطار "فورشينفليد بروك" العسكري التابع لحلف شمال الأطلسي والذي كان قد نصب الكمين فيه. أحتل 12 قناصاً ألمانيا عدد من المواقع في المطار الذي كانت ساحته مضاءة بالأنوار الكاشفة ، وأطلقوا النار على الفدائيين فرد هؤلاء عليهم بالمثل ، كما أطلقوا النار على الأنوار الكاشفة فساد الظلام مسرح العملية. وانتهت عملية الإنقاذ الفاشلة التي قام بها الألمان بقيام الفدائيون في النهاية بقتل 9 رياضيين إسرائيليين بالإضافة إلى ضابط شرطة ألماني ، كما قتل 5 من الفدائيون الثمانية على يد قوات الشرطة أثناء محاولة الإنقاذ. وأطلقت ألمانيا سراح الفدائيين الثلاثة الناجين في 29 أكتوبر عام 1972م إثر عملية خطف لطائرة تعود لشركة لوفتهانزا الألمانية كانت متوجهة من بيروت إلى ألمانية الاتحادية . في رد على العملية، خططت إسرائيل ونفذت عمليات اغتيال لعدد من الأفراد الذي قيل أنهم كانوا مسؤولين عن العملية ، وبالرغم من الاعتقاد السائد بأن اثنان من منفذي العملية الناجين الثلاث قتلوا كجزء من العملية الانتقامية ، فإن بعض الدلائل الحديثة تشير إلى عكس ذلك. كتب سيمون رييف أن عملية ميونخ الفدائية كانت واحدة من أهم العمليات الفدائية في العصر الحديث، وأنها "دفعت بالقضية الفلسطينية تحت الأضواء العالمية، لافتة الانتباه لعقود من الصراع في فلسطين، ومطلقة عهدا جديدا من المقاومة الدولية". ويقول الشهيد أبو إياد أحد قادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح ، في كتابه "فلسطيني بلا هوية" إن الدافع وراء عملية ميونيخ كان رفض لجنة الألعاب الأولمبية إشراك رياضيين فلسطينيين في أولمبياد 1972 ، بحجة أن فلسطين واقعيا لا وجود لها، وكان الهدف لفت أنظار العالم إلى قضية فلسطين ، والمطالبة بإطلاق سراح 200 أسير عربي وأجنبي ، من السجون الإسرائيلية.