هزت جريمة قتل بشعة نفذت، في الساعات الأولى من يوم أول أمس السبت، في حق حارس ليلي لأحد المركبات التجارية "قيسارية" بوسط مدينة فاس، من قبل عصابة خطيرة تضم مهاجرين أفارقة غير شرعيين، "هزت" سكان العاصمة العلمية، وتسببت في إعلان حالة استنفار غير مسبوقة وسط مختلف العناصر الأمنية والسلطات وغيرهما، كما تسببت أيضا في هلع شديد وسط التجار والسكان المجاورين، الذي استفاقوا على نداءات الاستنجاد من قبل حارس ليلي مجاور لمكان الحادث. وحسب يومية المساء فإن استنجاد الحارس المذكور ساعد بشكل كبير في تدخل مجموعة من المواطنين والسكان المجاورين، لتوقيف أحد عناصر هذه العصابة الخطيرة وتسليمه إلى العناصر الأمنية التي التحقت بمكان الحادث. كما أن التحقيقات الأولية مع هذا المتهم قادت إلى تحديد هوية اثنين من مشاركيه، اللذين تم توقيفهما بالمحطة الطرقية لما كانا يهمان بمغادرة المدينة إلى وجهة مجهولة. وتضيف مصادر المساء أن التحقيقات لازالت جارية بغرض الوصول إلى أدق التفاصيل المرتبطة بملابسات هذه الجريمة البشعة التي روعت المدينة، وخلفت استنكار السكان والتجار الذين تجمهروا في المكان منذ الساعات الأولى من صباح يوم الحادث، حيث طالبوا بضمان أمنهم وسلامة ممتلكاتهم، كما حملوا المسؤولية في هذه الجريمة للمسؤولين عن المدينة، بسبب ما أسموه الصمت المضروب على ظاهرة التكاثر المثير لهؤلاء الأفارقة، الذين استطاعوا بناء مخيم بالقرب من محطة القطار، حيث أضحى عددهم يفوق عدد سكان حي بأكمله في جماعة مجاورة، على حد تعبير المصادر. وتعود وقائع هذه الجريمة المثيرة، حسب تصريحات شهود، عندما اقتحم المتهمون المركب التجاري من سطح مجاور، حوالي الثالثة فجرا، حيث باغتوا الحارس الذي كان نائما، واعتدوا عليه بالضرب بقضيب حديدي، ثم قاموا بعد ذلك بتكبيله وإغلاق فمه بقطعة قماش، ثم كسروا أقفال ثلاثة محلات التجارية وسطوا على ما بداخلها من هواتف نقالة وأموال، قبل أن يشعر بوجودهم حارس المركب التجاري المجاور، وهو ما دفعه إلى الاستغاثة وطالب النجدة، فتجمهر عدد كبير من السكان الذين تمكنوا من توقيف عنصر من أفراد هذه العصابة بعدما تمكن اثنان آخران من الفرار. وفي السياق نفسه، أفاد بلاغ لولاية أمن المدينة، توصلت يومية "المساء" بنسخة منه، بأن المتهمين في هذه الجريمة المتعلقة بالسرقة بالكسر المقرونة بالقتل العمد هم من جنسية كاميرونية، وهم في وضعية غير شرعية داخل التراب الوطني، جرى توقيف اثنين منهم في المحطة الطرقية، وهما يستعدان لمغادرة المدينة إلى وجهة مجهولة. فيما تم توقيف مشاركهم الثالث بإرشاد من المواطنين. وأضاف البلاغ ذاته أنه ضبطت لدى المتهمين حقيبة وبداخلها سكين وأداة حديدية قاطعة، إلى جانب مجموعة من الهواتف المحمولة، بالإضافة إلى لوحات إلكترونية تبين أنها محصلة من عملية السرقة السالف ذكرها. كما تم العثور أيضا على الحارس الليلي مكبلا وعلى فمه قطعة قماش، حيث وافته المنية قبل وصوله إلى المستشفى. وقد أحيلت جثته على مستودع الأموات بالمستشفى الغساني لإجراء تشريح طبي بأمر من النيابة العامة.