أوضح حسن بويخف، رئيس تحرير جريدة التجديد التي توقف صدورها قبل أسابيع، أن رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، عرض عليه الالتحاق بديوانه كمستشار في الإعلام، إلا أنه اعتذر له عن قبول العرض. وكشف بويخف، عبر تدوينة على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أنه تلقى اتصالا من جامع المعتصم لمعرفة رده عن العرض الذي سبق وقدمه له المتعلق برغبة رئيس الحكومة العثماني في التحاقه بديوانه كمستشار في الإعلام، إلا أن اعتذاره عن قبول العرض ليس تكبرا أو استكبارا، لكن التزاما بأمرين جوهريين. وأبرز بويخف، قبل الاعتذار للأخ المعتصم قضى أياما يتأمل في العرض عاش خلاله ترددا بين أثقال الماضي والالتزام بخط في السير محسوم. لكن في الأخير رجح كفة الاعتذار. أما الأمر الأول الدافع للاعتذار، فهو أن قرار إنهاء مساره السياسي في حزب العدالة والتنمية بعد استقالته منه مند قرابة 8 سنوات، لم يكن بسبب اختلافه مع الحزب حول مرجعيته ومشروعه السياسي، ولا بصراع مع أحد حول منصب أو حضوة، فقد استقال منه وهو رئيس لجنة الشؤون التنظيمية في مجلسه الوطني الذي تشرف بعضويته مند إعادة هيكلة حزب الحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية، وأنه من الجيل الذي أعطى وزراء وبرلمانيين ورؤساء جهات أو أقاليم… لكن استقالته ناجمة عن تعرضه لمس بالكرامة من لدن الحزب في ملف جريدة الرأي المغربية (فترة أواخر سنة 2006 إلى أواخر سنة 2008 تقريبا). وكان أكبر الفاعلين في ذلك المس هو سعد الدين العثماني، بصفته كان الأمين العام لحزب المصباح، والواقف خلف المشروع الإعلامي الذي تمت بهدلته فيه بشكل لم يستسغه، إذ حرص شخصيا وبشكل قوي على أن يهاجر من أكادير إلى الرباط، موضحا قراره بعدم الخوض في تفاصيل الملف للصحافة رغم إصرار بعضها على كشفه، ولا في هذه صفحته الفايسبوكية رغم أن جرح الكرامة لم يندمل أبدا، وساهم في تكريس تلك الإهانة عبد الاله ابن كيران لما تولى الأمانة العامة للحزب بعد ذلك. رئيس تحرير التجديد سابقا، قال، "إذا فشلت في تضميد جرح غائر مس أغلى جوهرة أملكها في هذه الحياة وهي كرامتي، فإني نجحت والحمد لله في أمور أذكرها مجملة. فقد نجحت في أن لا أكره أحدا من إخوتي، وخاصة سعد الدين العثماني وعبد الاله ابن كيران. ولم تتغير مشاعر الحب والتقدير تجاههما أبدا. ونجحت أيضا في أن لا أتحول إلى عدو لحزب ساهمت في بنائه من مواقعي التنظيمية والفكري المختلفة، واعتبره المشروع السياسي الذي يمثل اختياراتي، لذلك التزمت دائما بالتصويت له، والدعاية له في الحملات الانتخابية، ومناصرته في القضايا التي يستهدف فيها من طرف خصومه".