في مقال تحليلي لوكالة الأنباء الدولية رويترز، لموضوع إعفاء عبد الإله بنكيران من رئاسة الحكومة وتفويض ذلك إلى أخيه في الحزب الدكتور سعد الدين العثماني، قالت رويترز أن تشكيل الحكومة من طرف العثماني وتجاوز البلوكاج الحكومي الذي امتد طيلة خمسة أشهر بعد الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر، هو إنهاء لظاهرة بنكيران الذي شغل الناس في الحياة السياسية بالمغرب، خصوصا وأن العثماني قد أعلن يوم السبت أنه وافق على تشكيل حكومة ائتلافية مع خمسة أحزاب أخرى؛ حزب التجمع الوطني للأحرار، والتقدم والاشتراكية، والحركة الشعبية، والاتحاد الدستوري، والاتحاد الاشتراكي ليكسر حالة الجمود السياسي بالمغرب بذلك. وحاول المقال التحليلي لوكالة الأنباء الدولية، أن يقرب الموضوع من خلال طرح سؤالين من قبيل؛ هل الإشكال يكمن في شخص عبد الإله بنكيران، أم في حزب العدالة والتنمية، الذي يمثل التيار الإسلامي المحافظ بالمغرب، حيث قال قيادي في حزب العدالة والتنمية فضل عدم نشر اسمه لرويترز إن "الحزب يتعرض لمؤامرات وإنهم ملتفون حول سعد الدين العثماني للخروج من هذه الأزمة." ومن جهته اعتبر أحمد البوز أستاذ القانون الدستوري بجامعة محمد الخامس في الرباط والمحلل السياسي المغربي أن "تعيين شخص آخر من العدالة والتنمية يظهر أن المشكل ليس مع الحزب ولكن مع ما أسميه ظاهرة بن كيران." مضيفا لرويترز أن "رأسه أصبح مطلوبا بسبب نوعية الخطاب الذي اشتغل به والهيمنة التي أصبح فارضا نفسه بها في الحياة السياسية المغربية"، بل وذهب محللون آخرون إلى أن المشكلة كانت في شخص بن كيران ليس مع الدولة فقط بل مع النخبة السياسية عموما. وأكد المحلل السياسي البوز أن تعيين العثماني "لا يعني أن هناك رضا تاما عن العدالة والتنمية ولكن على الأقل كمرحلة أولى يبدو أن شخص بن كيران كان مزعجا وحاضرا في هذه الترتيبات وبالتالي كمرحلة أولى إبعاد شخص بن كيران ويمكن مرحليا على الأقل القبول بالعدالة والتنمية." واعتبر البوز أن "العديد من الجهات لها مؤاخذات على العدالة والتنمية من بينها خبرة الحزب في التسيير وأطره كما أن هناك أحزاب ملت من وجودها في المعارضة ولم تعد تستسيغ هيمنة العدالة والتنمية وتعتبره ربما حزبا سيهيمن على العملية الانتخابية في المغرب ويعيد بطريقة أخرى إنتاج هيمنة حزب العدالة والتنمية التركي على المشهد السياسي التركي." وأضاف أن "هذه كلها عوامل لعبت الدور في إبعاد بن كيران في هذه المرحلة وترك موضوع العدالة والتنمية إلى مرحلة لاحقة." ويرى الشييات في التطورات السياسية حلقة من "حلقات الصراع الخفي والظاهر بين الإسلاميين والسلطة المركزية والحزب اليوم يحاول أن يساير الضغط الذي وضع فيه لأنه لا يمكن أن يتخلى عن رئاسة الحكومة. لكن ليس في صالحه أيضا أن يترأس حكومة ضعيفة أو برأسين." ويقول الشييات إن "المستقبل رهن بطريقة تدبير السيد العثماني لهذا التقابل بحيث لا يذوب في تصور مركزي صرف وفي الوقت نفسه يغير المعادلات القائمة على المجابهة مع أصحاب القدرة الحقيقيين والقبول به نهائيا."