خلقَ قرار سعد الدين العثماني، بدء المشاورات الحكومية مع حزب الأصالة والمعاصرة، جدلاً واسعاً في صفوف أعضاء حزب العدالة والتنمية الذين يعتبرون "البام" خطّاً أحمراً لا يمكن التحالف معه. وتساءل عدد من أعضاء الحزب وبعض القيادات، ماذا لو أن إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، طرح على العثماني إمكانية التحالف بدون شروط، فهل سيرفض ذلك، أم سيقبل، ويضع الحزب في موقف محرج؟ ! عبد العزيز أفتاتي، القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية، أكد في تصريح ل"نون بريس" إن "التحالف بين حزبه وحزب الأصالة والمعاصرة غير ممكن في الشروط المغربية، باعتبارهما مشروعين متناقضين في كل شيء"، مضيفاً "رغم قرار العثماني فتح باب المشاورات معهم، إلا أن التحالف مع "البؤس" غير ممكن". وهاجم أفتاتي حزب الأصالة والمعاصرة ناعتاً إياه ب"حزب البؤس وصنيعة الدولة العميقة"، وقال إن "الدولة العميقة تختنق، ولم تستطع وضع حزب العدالة والتنمية في وضع المنبوذية، أن ينبذه الجميع، بل هو اليوم حزب في موضع المطلوبية، الحديث عن إمكانية التحالف مع البام معناه أن الدولة العميقة، تريد مشانقة حزب العدالة والتنمية في الحكومة، فيكونوا بذلك قد استفادوا مما توفره لهم الدولة العميقة من مال ومختلف أنواع الدعم، ثم يضيفوا إليها الاستفادة من الحكومة". وأضاف "لا يمكن أن يجتمع الشيء ونقيضه، والتحالف مع هؤلاء معناه أننا نلعب السيرك مع المغاربة، فذلك حزب أسسته الدولة العميقة للالتفاف على الانتقال الديمقراطي، وعليهم أن يؤدوا الثمن، وأن يختفوا إلى الأبد لأنهم أخطأوا سياسياً"، وتابع القيادي في حزب العدالة والتنمية قوله "خاصهم يترجلو ويمشيو للمعارضة، وسنكون بلداء وسفهاء إذا تحالفنا معهم لأن بهذا سنمكنهم من معول ثالت، بالإضافة إلى الأدلوجة والمال، التي اعتمدوها في محاربة حزب العدالة والتنمية، ولن يكون لهم ذلك".