شارك مئات آلاف الأميركيين غالبيتهم من النساء يوم أمس السبت في الولاياتالمتحدة في "مسيرات نسائية" دفاعا عن الحقوق المدنية وضد الرئيس دونالد ترامب الذي تم تنصيبه الجمعة. وعكست هذه التظاهرات التي لبت دعوة أطلقتها جدة هي "تيريزا شوك" عبر فيسبوك الانقسام داخل المجتمع الأميركي. وسجل أحد التجمعات الكبيرة في العاصمة واشنطن، حيث رفع المنظمون تقديراتهم للمشاركين من 200 ألف إلى 500 ألف شخص بحسب ما أعلن مساعد رئيس بلدية واشنطن "كيفن دوناهو". وسار مئات الآلاف في جادة الاستقلال بالعاصمة وصولا إلى محيط البيت الأبيض، فيما سار آلاف آخرون لم يتمكنوا من الوصول إلى محيط باحة مقر الكونغرس (الكابيتول) التي شهدت الجمعة تنصيب ترامب. وانضم إلى المتظاهرين وزير الخارجية السابق "جون كيري" الذي انتهت مهامه الجمعة. من جهة أخرى جرت تظاهرات كبيرة أخرى في بوسطنونيويورك ودنفر ولوس أنجلوس. وفي شيكاغو تحولت المسيرة إلى تجمع وصل عدد المشاركين فيه إلى نحو 250 ألف شخص وفق المنظمين. وجمعت مسيرات مماثلة عشرات الآلاف في مدن دول أخرى مثل سيدني ولندن وباريس ومونتريال. وقالت المرشحة الخاسرة في الانتخابات الأمريكية "هيلاري كلينتون" مخاطبة المتظاهرين على "تويتر": "الأمل لا الخوف، شكرا لأنكم تحركتم وعبرتم عن موقفكم من أجل قيمنا. ما زلت أؤمن بأننا أقوى معا". وشهدت المظاهرات حضور شخصيات مشهورة عدة تأييدا لتظاهرة واشنطن، وقال المخرج مايكل مور في خطاب لأحدها: "لا أعتقد أن ترامب تولى السلطة. السلطة هي هنا". وقالت الممثلة "سكارلت جوهانسون" خلال خطابها في الجماهير "احترمك يا دونالد ترامب، لكنني اطلب أن تدعمني، أنا وشقيقتي وأمي". وارتدى كثير من المتظاهرين قبعات زهرية باتت رمزا لمناهضة ترامب. وفي الجهة المقابلة للمظاهرات حيث يقبع الرئيس الأمريكي الجديد، لم يصدر أي تعقيب على هذا الحدث، فيما غرد ترامب على "تويتر" قائلا:" إنني أتشرف بان أخدمكم، شعب أميركا العظيم، بوصفي الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة". وشارك ترامب صباح أمس السبت في قداس مسكوني في كاتدرائية واشنطن. ثم مارست العائلة الرئاسية رياضة البولينغ في البيت الأبيض، وفق ما قاله على "تويتر" ابن الرئيس الجديد "دونالد جونيور". وتعتبر المظاهرات الأمريكيةالجديدة ضد ترامب هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 40 عاما ضد رئيس أمريكي جديد، حيث لم تمض سوى 24 ساعة على دخوله البيت الأبيض حتى وجد ترامب نفسه في مواجهة فئات من الأميركيين ينحدرون من أصول مختلفة يجمعهم شعور واحد بالقلق. وقالت "ميشيل فيليبس" 45 عاما وهي إحدى المشاركات في المظاهرات والتي جاءت من تروي في ولاية نيويورك: "لا يمكنني أن ادعم برنامجا يقوم على الكراهية وانعدام التسامح". وقدرت أعداد الشرطة متظاهري لوس أنجلوس بما يقرب من نصف مليون شخص، فيما قال المنظمون إن التظاهرة وصلت إلى 750 ألف شخصا ضد سياسات ترامب وللمطالبة بالحقوق المدنية. وتجاوز عدد المشاركين في المسيرة أعداد الأشخاص الذين شاركوا في تظاهرة حول الهجرة عام 2006، وفق ما قال المتحدث باسم الشرطة "آندرو نيمان" مضيفا أن هذا هو التجمع الأكبر الذي يشهده في المدينة منذ ثلاثين عاما. وتابع "نيمان": "إنها موجة بشرية جميلة جدا، هذا رائع". وخلال التظاهرة شوهدت طائرة تحمل لافتة كتب عليها "مبروك الرئيس ترامب" تحلق فوق المدينة. أما في نيويورك فقال منظمون إن التظاهرة التي خرجت في المدينة شارك فيها أكثر من 500 ألف شخص، بينما خرج 250 ألفا في شيكاغو.