مدينة الصمت أو مدينة الموتى وغيرها، كلها ألقاب أطلقت على مدينة كولما بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وهي المدينة الوحيدة المسجلة في العالم كمدينة يفوق فيها عدد الموتى عدد الأحياء بشكل مضاعف عدة مرات، حيث تستقبل يوميا 75 ميتا. تبلغ مساحة كولما 5 كيلومترات، ويقدر عدد الموتى فيها ب 1.5 مليون ميت مقابل 1800 نسمة من سكانها الأحياء فقط. وقد بدأ هذا العدد من القبور في التضاعف منذ عام 1900 مع مجيء عمال مناجم الذهب والتجار الذين جلبوا معهم الأمراض المعدية للمدينة، ثم انتشرت عدوى الأمراض المميتة وأصبحت مدينة سان فرانسيسكو مزدحمة بالموتى، وبالتاي ازداد عدد المقابر إلى 27 مقبرة، فأصبح وجود الموتى يشكل خطرا صحيا على سكان كولما. وبحلول عام 1902 منعت المدينة دفن أي ميت فيها، كما طالبت المقابر الكبرى بنقل موتاها خارج المدينة، ونشأ صراع لإبقاء الموتى في مكانهم الأصلي. لكن في عام 1940 لم تتبق إلا مقبرتان في سان فرانسيسكو فقرر رئيس الأساقفة "باتريك ريوردان" إنشاء مقبرة جديدة جنوب مدينة كولما، تم على إثرها نقل رفات أكثر من 150 ألف ميت من سان فرانسيسكو إليها، لتصبح المدينة عبارة عن مقبرة تمازج فيها الميت مع الحي. على مر التاريخ لم يكن في المدينة إلا الموتى، لكن اليوم يعيش بها 1800 نسمة مقابل أكثر من مليون ميت موزعين على 17 مقبرة كبيرة.