مفاجأة مدوية تلك التي أعلن عنها حزب العدالة والتنمية بترشيح نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد الديمقراطي، وكيلا للائحة المصباح بمدينة الحسيمة التي تعد قلعة انتخابية قوية لحزب الأصالة والمعاصرة. الخبر الذي فاجأ الجميع، لاسيما أن نجيب الوزاني يشغل منصب الأمين العام لحزبه وكان قد أعلن في وقت سابق ترشحه باسم حزبه في الدائرة التي يتنافس فيها كل من نور الدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي، ومحمد الأعرج، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب ومحمد الحموتي، رئيس اللجنة الوطنية لحزب الأصالة والمعاصرة وعبد الحق أمغار عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. واستنادا إلى معطيات خاصة حصلت عليها «المساء»، فإن ترشيح نجيب الوزاني وكيلا للائحة المصباح بمدينة الحسيمة جاء باقتراح من أعضاء الأمانة الإقليمية للحزب بمدينة الحسيمة، لاسيما في ظل التنسيق الذي نشأ بينهما داخل معارضة مجلس مدينة الحسيمة في مواجهة محمد بودرا، القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، مؤكدة في الوقت ذاته أن نجيب الوزاني بدأ مسارا شاقا من المفاوضات مع البيجيدي استهله باللقاء مع أعضاء الأمانة الإقليمية، ثم التقى بشكل مباشر مع عبد الإله بنكيران، الأمين العام للحزب، قبل أن يستقر الاتفاق على أن يترشح الوزاني، المعروف بعدائه لحزب الأصالة والمعاصرة، بلائحة مشتركة ستضم وجوها مختلطة من حزبي العهد الديمقراطي والعدالة والتنمية. واستنادا إلى المعلومات نفسها، فإن المؤشرات الأولية كانت تدل بوضوح على أن لائحتي العهد والمصباح لا يمكن أن تنافسا وجوها معروفة تتوفر على قواعد انتخابية، رغم أن الوزاني حقق مفاجأة حقيقية خلال الانتخابات الجهوية والجماعية الأخيرة. وبدا بنكيران منتشيا، مساء أول أمس، حينما استقبل نجيب الوزاني، القيادي السابق في حزب العهد الديمقراطي، في لقاء للأمانة العامة حضرته كل قيادات الحزب المعروفة، معلنا بذلك عن بعثرة الأوراق بدائرة الموت بالحسيمة. وحول خلفيات هذا الترشح المفاجئ، قال نجيب الوزاني، الأمين العام لحزب العهد: «إن الترشح بقبعة العدالة والتنمية نابع من التنسيق الناجح بين الحزبين داخل المجلس البلدي لمدينة الحسيمة، ولم أكن أعلم أن الإخوان في العدالة والتنمية قد اقترحوني لتصدر لائحتهم»، كاشفا للمساء عن لقاء جمعه بعبد الإله بنكيران، ليوافق على الترشح باسم العدالة والتنمية في دائرة الموت بالحسيمة. ونفى الوزاني في التصريح نفسه أن يكون ترشحه باسم حزب العدالة والتنمية بمثابة تصفية حسابات ضد حزب الأصالة والمعاصرة قائلا في هذا الصدد: «تنسيقنا ليس موجها ضد أحد، بقدر ما هو تتويج للتنسيق الذي كان بيننا لا أقل ولا أكثر».