في الوقت الذي كان فيه المغاربة ينتظرون من حزب التجمع الوطني للأحرار الذي يقود الحكومة الوفاء بالتزاماته تجاه المغاربة وخصوصا الفئات الهشة التي تعاني اقتصاديا واجتماعيا عبر اتخاد إجراءات عاجلة وحاسمة لاحتواء حالة الاحتقان والغضب الشعبي العارم بسبب الارتفاع الصاروخي في أسعار المواد الغدائية و المحروقات ، فضل الحزب نهج سياسة الهروب إلى الأمام عبر القفز على كل المشاكل التي يتخبط فيها المواطن البسيط وعلى رأسها موجة الغلاء واختار الإحتماء بنظرية المؤامرة عبر كيل الاتهامات لأطراف بعينها وتحميلها مسؤولية تجييش المواطنين ضد الحكومة ورئيسها . ولم يجد حزب التجمع الوطني للأحرار من سبيل لمواجهة الغضب العارم عبر منصات التواصل الاجتماعي من سياسات الحكومة التي يرأسها زعيمه عزيز أخنوش سوى توجيه بوصلته صوب أطراف من خارج الحكومة واصفا إياها تارة ب"خفافيش الظلام" وتارة أخرى ب "الأصوات النشاز" . وعوض المسارعة لإيجاد مخرج للأزمة فضل الحزب التركيز بالمقابل على الدخول في حروب كلامية ومحاولة خلق حروب جانبية وتحوير النقاش الدائر حول موجة الغلاء حيث استنفر الحزب أعضائه وقياديه لمهاجمة جماعة العدل والإحسان و حزب العدالة والتنمية ومحاولة إلصاق شتى التهم بالحزب والجماعة واتهامهما بمممارسة "التدليس ومحاولة تضليل المغاربة عبر قلب الحقائق وتصريف الحقد الدفين على نجاح أخنوش بمهاجمته ومحاولة تشويه صورته وتبخيس منجزاته" . حسن بناجح القيادي في جماعة العدل والإحسان رد على هذه الاتهامات الموجهة للجماعة بالقول إن محاولة إلصاق هذه الحركة العارمة من الغضب الشعبي بالعدل والاحسان وغير ها من الأطراف لاتعدو أن تكون مجرد أسطوانة قديمة . وأوضح عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان أن الذي يحرض الناس هي السياسات الرسمية وليس طرفا أو آخر لافتا إلى أن الآثار السلبية الخطيرة لارتفاع الأسعار مست الجميع بدون استثناء خصوصا وأن الارتفاع شمل جميع المواد من المحروقات إلى المواد الأساسية الغدائية والمنتجات الفلاحية. وخاطب بناجح قيادة الأحرار قائلا "عوض الاختباء وراء شماعة كيل الاتهامات ومحاولة إلصاق التهم بأطراف بعينها لماذا لايتم اختصار المسافة ومعالجة المشاكل الأساسية الواقعية لاسيما وأن الكل بات غاضبا والاحتجاج أصبح يصدر من كل حدب وصوب". وتابع المتحدث " دعاة نظرية المؤامرة إن كانوا متوهمين أو حتى مراهنين على هده الكليشيهات أو الدعايات نقول لهم الآن اسحبوا البساط من تحت أي واحد يمكن أن تسول له نفسه الركوب عل أي معاناة أو أي قضية من القضايا ولن يجد بعدها على مايركب عليه والواقع أن مايعتقده البعض مجرد دعايات أو مؤامرة ضدهم هي في الواقع مشاكل حقيقة يعيشها الجميع ويصطلي بنارها المواطن البسيط بشكل يومي ". وأردف بناجح "مايجري حاليا من موجة غلاء همت جميع المواد ليس بالأمر المستغرب ومن كان ينتظر من هذه الحكومة أن تحسن من شروط العيش فهو واهم ويراهن على السراب لأن مشكلة الأسعار في المغرب بنيوية مركبة ومرتبطة أساسا بطبيعة البنية السياسية التي هي في الأصل بنية فردية ريعية فاسدة استبدادية مبنية على صناعة الفقر لإدامة كل طبقة حيث هي ليبقى في النهاية الغني غنيا والفقير فقيرا ". وأضاف القيادي في جماعة العدل والإحسان "الطبقة المتوسطة وفق البنية السياسية بالمغرب لايتوقع إلاطحنها وإدامتها في وضع يتميز في الوقت الراهن بصعوبة تحصيل العيش المستقر وهو وضع معقد يستحيل الخروج منه فقط بتغيير حكومة بأخرى" . وختم بناجح حديثه قائلا "البنية المخزنية لايمكن أن تنتج سوى هذه الأوضاع الهشة وهو إشكال نجتره منذ عقود فكيف يرجى إصلاح اجتماعي واقتصادي تكون خلاصته إنصاف الشعب وتوفير حد للعيش الكريم في ظل التزاوج بين السلطة والثروة خاصة وأنه في الوقت الذي يعش فيه الشعب الأزمات يرتقي من يجمعون بين الثروة والسلطة في مؤشرات الإثراء على المستوى العالمي والقاري والعربي بل وحتى في ظل الجائحة لم تتأثر ثرواتهم وهو الأمر الذي يحيلنا إلى أن الحديث عن الدولة الاجتماعية هو مجرد شعارات للاستئناس لا أقل ولا أكثر .