أثارت بلاغات مندوبية السجون في الآونة الأخيرة الكثير من علامات الاستفهام، سواء ما تعلق منها بالبلاغات الصادرة في حق المعتقلين السياسيين أو تلك الصادرة في حق الصحافيين. ولم تعد تحظى هذه البلاغات بمصداقية عند المغاربة، ذلك أن الصفة الملازمة لها هي تكذيب ما جاء على لسان المعتقلين دائما والإشارة لتبعيتهم لجهات خارجية تارة واتهامهم بمحاولة تشوية سمعة البلاد تارة أخرى ولم تعترف مندوبية التامك ولو مرة واحدة بصحة ما يصرح به المعتقلون إذ سرعان ما تسارع لإصدار بلاغات مكررة بنفس الصيغة والعبارت التي تفيد التكذيب والنفي، كما أن المؤسسة التي يرأسها التامك تغض الطرف عن كل مايتعلق بفتح التحقيقات ومحاسبة المسؤولين المتورطين في ملفات تعذيب وإهانة المعتقلين . بلاغات مندوبية السجون المثيرة للجدل انضاف اليها مؤخرا ؛ المقالات التي أصبح يكتبها محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والتي ما فتئ يهاجم من خلالها الصحافيين عمر الراضي وسليمان الريسوني القابعان بسجن عكاشة بالبيضاء. وكذا واليوتيوبر شفيق العمراني الذي عانق الحرية أمس الخميس. حيث أوضح أنهم لا يخوضون إضرابا عن الطعام بالمعنى الكامل للكلمة. وقال التامك، في إحدى مقالاته التي وقعها بإسمه وبصفته الشخصية، إن كلا من شفيق العمراني وسليمان الريسوني وعمر الراضي، غير مضربين عن الطعام بالمعنى الكامل للكلمة"، إذ أنهم " يتناولون التمر والعسل وبعض المقويات مثل Berocca وSupradyne، وهذا موثق في سجل الشراءات من مقتصدية السجن وبالكاميرات". داعيا إلى الكف عن ما وصفه بالأكاذيب التي ترمي فقط إلى المس بسمعة البلد على غير وجه حق. وفق تعبيره. لكن، خروج اليوتوبر المغربي شفيق العمراني الملقب ب"عروبي في ميريكان" من سجن عكاسة بعد قضاء ثلاثة أشهر حبسا نافذا، تثبت بالملموس أنه كان مضربا عن الطعام، والدليل على ذلك الحالة الصحية المزرية التي ظهر عليها لحظة معانقته للحرية، وهو ما يفند رواية التامك. وفي هذا الصدد، قال شفيق العمراني في تصريح من أمام سجن عكاشة عقب إطلاق سراحه، إنه فقد 33 كيلوغرام من وزنه داخل السجن، بعد 89 يوما من الإضراب عن الطعام، منها عشرة أيام دون ماء ولا سكر. وكشف المتحدث ذاته بعض التفاصيل المرتبطة بظروف حبسه وكذا وضعه الصحي، مؤكدا أن معركة الأمعاء الفارغة التي دخل فيها احتجاجا على متابعته، أفقدته 33 كيلوغراما، في وقت كان يزن فيه 106 كليوغرام. وأشار "عروبي في ميريكان" إلى أن الأطر الطبية أنقذته في أكثر من مناسبة من الموت خلال إضرابه عن الطعام والماء، وأبرز أنه أمضى ثلاثة أيام في شهر أبريل في المركز الاستشفائي ابن رشد بالبيضاء، بعد أن تدهورت حالته الصحية إثر دخوله في غيبوبة، قبل أن يعود إليه مرة أخرى مطلع شهر ماي الجاري بسبب تعرضه لنوبة قلبية. تصريحات اليوتوبر المغربي دفعت مندوبية السجون إلى الإسراع في إصدار بلاغ أشبه بالفضيحة والذي أكدت من خلاله أن العمراني فقد 19 كيلوغراما فقط من وزنه، مكذبة ما جاء على لسان "عروبي في مريكان" وهي التي كذبت في وقت سابق إضرابه عن الطعام من خلال مقال التامك . بلاغ مندوبية السجون التبريري أساء إليها بقدر ما أفادها، ما أثار استغراب المغاربة الذين تساءلوا حول ما إذا هناك وزن محدد يجب أن يفقده الشخص حتى يُقال عنه إنه مضرب عن الطعام؟. مشيرين إلى أنه في حال لم يفقد العمراني وزنه جراء إضرابه عن الطعام؛ فقد فقده جراء المعاملة التي تلقاها داخل محبسه. وفي تعليقه على الموضوع، قال حسن بناجح ،القيادي في جماعة العدل والإحسان، إن" الحالة الخطيرة التي كشفتها الصور الحية لشفيق العمراني بعد مغادرته السجن اليوم تفند ادعاءات مندوبية السجون باليقين التام". وتابع بناجح في تدوينة نشرها عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك:" السؤال الملح هو حول قراءة خلفيات المعطيات التي أعلنتها المندوبية قبل يومين فقط من خروج شفيق، والتي ثبت أمام العالم أنها غير صحيحة، هذا يطرح سؤالا ملحا ومشروعا حول ما الذي يخفيه الاستباق بالتشكيك في الإضراب حول الوضعية الصحية الحقيقية لسليمان الريسوني وعمر الراضي، وهما المصابان بأمراض مزمنة قبل الاعتقال، بعدما شاهد الكل حالة شفيق وهو المعروف ببنيته الجسدية القوية قبل الاعتقال ؟؟؟!!!.