ما يزال مستمرا ذلك الجدل حول الوضع الصحي للصحفيين المعتقلين بسجن عكاشة بالدار البيضاء. وفترة قصيرة عقب تحذير دفاع كلا من الصحافيين، عمر راضي، وسليمان ريسوني، من تدهور وضعها الصحي، بث محمد صالح تامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، نصا موقعا باسمه لكن هذه المرة بصفته "مواطنا"، يقلل فيه من شأن المزاعم المتعلقة بخطوة الأوضاع الصحية للصحافيين المضربين عن الطعام. وشدد التامك، في هذا النص، على أن "كل من شفيق العمراني وسليمان الريسوني وعمر الراضي غير مضربين عن الطعام بالمعنى الكامل للكلمة"، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنهم " يتناولون التمر والعسل وبعض المقويات مثل Berocca وSupradyne"، مؤكدا على أن كل هذه المعطيات "موثقة في سجل الشراءات من مقتصدية السجن وبالكاميرات"، داعيا إلى الكف عما سماها " الأكاذيب" التي، بحسبه، "ترمي فقط إلى المس بسمعة البلد على غير وجه حق". وبينما قال دفاع الصحافيين إن "وضعيتهما الصحية تدهورت جراء الإضراب عن الطعام"، تساءل التامك ساخرا: "هل يعقل أن يستمر إنسان في إضراب عن الطعام لمدة تقارب الثلاثة أشهر، ولا يزال يمشي على قدميه ويتكلم ويقوم بالحركات الرياضية، ويريد أن يأكل مباشرة بعد خروجه من الإضراب أكلة "الخبيزة!" وأضاف: "هل يعقل تسجيل مؤشرات حيوية عادية ولا تدعو إلى القلق في حالة مضرب عن الطعام لمدة 20 يوما؟". وأردف مستدركا: "بحكم تجارب الإضراب عن الطعام التي خضتها في سابق حياتي، فإن هذا أمر مستحيل، إذ لا يعقل أن تكون مضربا عن الطعام بشكل فعلي، وتفقد فقط 10 كيلوغرامات في 20 يوما؟" دفاع الصحافيين الذين يتابعان على ذمة قضايا اعتداء جنسي، أشار في بيان بثه أمس إلى "أن سليمان وهو مضرب عن الطعام مصر على أداء فريضة الصيام رغم محاولات ثنيه عن ذلك، وتحريضه على شرب الماء بالنهار"، وأضاف أن الريسوني "لا يشرب الماء والسكر إلا ستة أو سبع ساعات كل 24 ساعة". وفيما يخص راضي، فقد أوضح دفاعه أن "الطبيب يحذره دوما من خطورة وضعه الصحي الحرج"، مبرزا أن "عمر وطيلة إضرابه عن الطعام مصاب بنزيف داخلي بالأمعاء ينتج عنه خروج مستمر للدم من مخرجه"، كما أن "وضعه الصحي يفرض نقله الآن إلى مصحة أو مستشفى خارجي". ويستمر الصحافيان في نفي التهم الموجهة إليهما، ويقولان إن ملاحقتهما كانت بسبب آرائهما، وعملهما الصحفي. ومن المرتقب، أن تتواصل محاكمة الصحافيين عمر وسليمان، يوم 18 ماي الجاري، أمام دعوات المتضامنين معهما بتمتيعهما بالسراح المؤقت.