زار وفد قنصلي مغربي، يوم الإثنين الماضي، إحدى الضيعات الفلاحية الرائدة في قطاع الفواكه الحمراء بإقليم هويلفا، من أجل الوقوف على ظروف استقبال واشتغال العاملات الموسميات المغربيات اللواتي ينتقلن كل موسم من المغرب للاشتغال في حقول الفراولة في إطار البرنامج المغربي- الإسباني للهجرة الدائرية. والتقى هذا الوفد الذي ضم، على الخصوص، القنصل العام للمغرب في إشبيلية الشريف الشرقاوي، خلال هذه الزيارة، بممثلين عن السلطات المحلية لإقليم هويلفا وكذا بممثل عن إحدى النقابات الزراعية المحلية. وتم خلال هذا اللقاء دراسة وبحث الوسائل والآليات الكفيلة بإحاطة هذه العملية بكافة شروط النجاح، مع التركيز من الجانب المغربي على أهمية إنشاء آلية دعم ومواكبة للعاملات الموسميات طوال فترة الموسم الفلاحي، فضلا عن احترام والالتزام بشروط عقود التشغيل الموقعة في المغرب. وفي هذا السياق، جدد الشرقاوي التزام الحكومة المغربية تجاه العاملات الموسميات المغربيات وتعبئتها من أجل ضمان أفضل ظروف الاستقبال والاشتغال. من جانبه، سلط أنطونيو ألفارادو، بصفته ممثلا عن نائب مندوبية الحكومة بهويلفا، الضوء على العلاقات المتميزة التي تجمع بين المغرب وإسبانيا "والتي تعتبر رصيدا مهما من أجل تنفيذ هذا المشروع النموذجي للتعاون الثنائي، وذلك على الرغم من القيود التي فرضها تفشي جائحة (كوفيد19)". وأشاد إغناسيو ماركيز روبليس، مدير التنمية في الضيعة الفلاحية (سورإكسبور)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بالنتائج الإيجابية للموسم الفلاحي الحالي، منوها باليد العاملة المغربية على حرفيتها وتفانيها في العمل. وعبر المسؤول بهذه الشركة الإسبانية التي تشغل حوالي 1200 من العاملات الموسميات المغربيات خلال هذا الموسم، عن ارتياحه لسير الموسم الفلاحي الحالي والتزام وتعاون السلطات المغربية والإسبانية من أجل إنجاحه. كما أعرب ماركيز روبليس عن رغبته في زيادة تعميق هذا التعاون، وقال "من خلال تواجدها في المغرب في عدة مواقع ترغب شركة (سورإكسبور) في الاحتفاظ بهذه اليد العاملة المغربية، عبر منحها إمكانية العمل أيضا في منصاتها المغربية بمجرد انتهاء عقودها في إسبانيا". واستعرض الوفد القنصلي خلال هذه الزيارة مع الجانب الإسباني، مختلف القضايا المتعلقة بتحسين الحملة التحسيسية لفائدة العاملات المغربيات الموسميات. وفي نهاية هذا الاجتماع، التقى الوفد القنصلي بالعاملات المغربيات لتذكيرهن بدعم بلادهن وبالجهود التي تبذلها الحكومة في مجال المواكبة والدعم ومن أجل تحسين ظروف إقامتهن في إسبانيا. ويذكر أن عاملات فراولة مغربيات فجرن قبل حوالي ثلاث سنوات فضيحة تعرضهن للتحرش الجنسي بحقول الفراولة الإسبانية، وهو ما أحدث ضجة واسعة بالبلدين. وكان تحقيق سابق أجرته تعاونيات البحث الاجتماعي الإسبانية لصالح منظمة " Women ́s Link Worldwide" الدولية، قد كشف حجم المعاناة والانتهاكات التي تتعرض لها العاملات المغربيات الموسميات في إقليم "هويلفا" الإسباني.