نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرا لمراسلها غوردون لوبولد، يقول فيه إن قائدا عسكريا أمريكيا يفكر في توسيع الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لمواجهة التهديد الإيراني. ويشير التقرير، الذي ترجمه موقع “عربي21″، إلى أن قائد القيادة المركزية في الشرق الأوسط الجنرال فرانك ماكينزي أكد أن التعزيزات العسكرية التي أرسلت إلى منطقة الخليج، وحاملة الطائرات والنظام المضاد للصواريخ، كانت بناء على معلومات “محددة” بوجود تهديد إيراني ضد المصالح الأمريكية وحلفائها والمصالح في العراق ومناطق أخرى، وأكد أن التعزيزات أدت إلى تحييد الخطر في الوقت الحالي، مشيرا إلى أن هذا التهديد لم ينته بعد. وينقل لوبولد عن الجنرال، قوله إن التعزيزات “تركت أثرا (إيجابيا) على الاستقرار”، إلا أن الجنرال يفكر في توسيع القدرات العسكرية الأمريكية؛ للتأكد من وجود قوة عسكرية أمريكية رادعة، وعلى المدى البعيد في المنطقة. وتعلق الصحيفة قائلة إن تحركا كهذا سيكون بمثابة تراجع عن الموقف الأمريكي العالمي، في ظل استراتيجية الأمن القومي لإدارة دونالد ترامب، التي خففت من الوجود الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، وركزت على مخاطر التنافس من الصين وروسيا. ويجد التقرير أن الجنرال ماكينزي وغيره من القادة العسكريين وإن دعموا الاستراتيجية، إلا أنهم يناقشون ضرورة تعديلها في ظل التهديد الإيراني على المنطقة. ويورد الكاتب نقلا عن الجنرال، قوله: “نقوم بعملية مناقشات”، واعترف بأهمية التحول، قائلا: “أفكر بحذر وبتأن قبل الحديث عن موارد إضافية للمكان، نحن نتحدث عن ذلك، لكنه سيكون بناء على التقديرات المستمرة للوضع، ونحن نتقدم للإمام”. وتذكر الصحيفة أن المسؤولين الإيرانيين رفضوا التعليق على ما ورد في هذا التقرير، مؤكدين أن تحركاتهم العسكرية في المنطقة هي دفاعية الطابع، واتهموا إدارة ترامب بالبحث عن مبرر للحرب، وشجبوا نشر التعزيزات العسكرية الأمريكية، إلا أن مسؤولين عسكريين أمريكيين قالوا إن تحركات إيران هجومية الطابع. ويلفت التقرير إلى أن الوجود الأمريكي في المنطقة تغير منذ حرب الخليج الأولى عام 1990، وقامت وزارة الدفاع الأمريكية في الآونة الأخيرة بإعادة نشر قوات أمريكية، بعيدا عن نزاعات المنطقة، مشيرا إلى أنها نقلت في العام الماضي عددا من بطاريات باتريوت من الأردن والكويت والبحرين، بالإضافة إلى حاملات طائرات، التي ظلت موجودة في مياه الخليج، ولم تعد تصدر أوامر لها بالانتشار هناك. ويفيد لوبولد بأن الولاياتالمتحدة بدأت بفرض عقوبات مشددة على إيران، ثم صنفت قوات النخبة لديها، الحرس الثوري الإسلامي، منظمة إرهابية، ما زاد من مخاطر انتقام إيران. ويحسب الصحيفة، فإن ماكينزي يرى أن تخفيف الأثر العسكري الأمريكي في المنطقة ربما كان عاملا مساعدا لإيران لتهدد الولاياتالمتحدة وحلفائها، مشيرة إلى أن الجنرال رفض الكشف عن طبيعة المصادر العسكرية التي يرغب في نشرها في المنطقة، وأشار إلى أن أي قرار هو في يد القائم بأعمال وزير الدفاع باتريك شانهان، وبالتنسيق مع رئيس هيئة أركان الجيش الأمريكي الجنرال جوزيف دانفورد، المسؤول عن تقديم النصح للبيت الأبيض. وينوه التقرير إلى أن ماكينزي وصل الى المنطقة الأسبوع الماضي، حيث توقف في العراق وقطر والإمارات العربية المتحدة، وقضى ليلة على متن حاملة الطائرات إبراهام لينكولن (آبي). ويشير الكاتب إلى أن الجنرال ماكينزي تحدث مع 6 آلاف جندي على متن حاملة الطائرات، وقال لهم: “أنا سبب وجودكم هنا.. طلبت السفينة بسبب التوتر مع إيران، وليس هناك داع للقول إنكم مهتمون بأي شيء باستثناء حاملة طائرات وزنها 90 ألف طن وكل شيء يرافقها”، وأضاف: “كان هدفي من جلبكم إلى هنا هو استقرار الوضع، ولتعلم إيران أن الوقت ليس وقت ارتكاب عمل أحمق”. وتنقل الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن إيران حافظت على جاهزية عالية منذ وصول التعزيزات العسكرية في أيار/ مايو، وأضافوا أنهم شاهدوا نشاطات مستمرة من إيران، حركة قوارب وغواصات وعربات مسيرة، لكن لم تكن هناك هجمات. ويورد التقرير نقلا عن قائد مجموعة لينكولن القتالية جون ويد، قوله إنه رغم النشاطات العسكرية المتزايدة، فإن قوات الجيش النظامية والحرس الثوري واصلت عملها بمهنية دون صدامات، وأضاف: “منذ عملنا في المنطقة حصل تماس في أكثر من مرة مع الإيرانيين.. حتى هذه اللحظة كلها كانت سليمة ومهنية، أي أن الإيرانيين لم يفعلوا شيئا لعرقلة مناوراتنا، أو أنهم تصرفوا بطريقة تجبرنا على اتخاذ عمل دفاعي”. ويقول لوبولد إن عملية الانتشار في الشهر الماضي كانت غير متوقعة للجنود الأمريكيين، فقد وصل سرب المقاتلات من قاعدة باركسديل الجوية، بعد 48 ساعة من إصدار الأوامر بالانتشار، وكان طاقم البارجة لينكولن يخطط للتوقف في رحلة انتظروها في كرواتيا، حيث حجز عدد من البحارة غرفا في الفنادق، وجولات في موقع تصوير مسلسل “لعبة العروش” الذي صورت حلقاته هناك. وتفيد الصحيفة بأنه بدلا من ذلك، فإنه طلب من البحارة التحرك من البحر المتوسط إلى بحر العرب، حيث تقوم أكثر من 40 مقاتلة أف-18 بمهام متواصلة في المجال الجوي الدولي قرب إيران، فيما تقوم طائرات أخرى بغارات في أفغانستان. وتختم “وول ستريت جورنال” تقريرها بالإشارة إلى أن البارجة قد تتحرك إلى سان دييغو في رحلة حول العالم، إلا أن عدم الوضوح في الشرق الأوسط يعني بقاءها في مياه الخليج لفترة أطول.