وجه المبعوث الأمم للصحراء هورست كوهلر، بداية الأسبوع الجاري، رسميا الدعوة لأطراف نزاع الصحراء الأربعة (المغرب، الجزائري، البوليساريو وموريتانيا) من أجل حضور المائدة المستديرة الثانية بجنيف. وأفادت مصادر دبلوماسية أن المائدة المستديرة ستُجرى يومي 21 و22 مارس المقبل، مضيفة أن المغرب سيشارك في هذه المائدة المستديرة بنفس الوفد الذي شارك في المائدة المستديرة الأولى التي انعقدت يومي 5 و 6 دجنبر 2018. ويتعلق الأمر بكل من ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، عمر هلال الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأممالمتحدة بنيويورك، وسيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون- الساقية الحمراء، وينجا الخطاط رئيس جهة الداخلة- وادي الذهب، و فاطمة العدلي الفاعلة الجمعوية وعضوة المجلس البلدي للسمارة. وتأتي هذه المائدة المستديرة في أعقاب انتهاء هورست كوهلر من جولات المشاورات الثنائية التي جمعته بشكل انفرادي مع ممثلي مختلف أطراف النزاع، بهدف الإعداد للقاء جنيف. ومر هورست كوهلر إلى السرعة النهائية خلال الشهر الماضي، إذ كثف من لقاءاته تحضيرا للمائدة المستديرة الثانية، قبيل تقديم إحاطة إلى مجلس الأمن حول مخرجات هذا اللقاء يوم فاتح أبريل المقبل. ويرتقب أن يحسم مجلس الأمر في قراره الجديد حول الصحراء في يوم 29 من شهر أبريل المقبل، الذي سيشهد في الثلاثين منه انتهاء مهمة بعثة “المينورسو” المحددة في ستة أشهر، إذ برمج مجلس الأمن جلسة بهذا التاريخ من أجل اعتماد قراره الجديد حول النزاع. وستتولى فرنسا وألمانيا رئاسة مزدوجة لمجلس الأمن خلال شهري مارس وأبريل. وخصصت الدولتان، طبقا لجدول الأعمال الذي تم الإعلان عنه، حيزا مهما من الوقت لمناقشة مستجدات الصحراء نظرا لأدوارهما الحاسمة في هذا الملف؛ فرنسا باعتبارها الحليف الاستراتيجي للمغرب في هذا النزاع، وألمانيا التي تحاول تقديم مساعدات غير مسبوقة إلى رئيسها السابق، هورست كولر، الوسيط الأممي الحالي، من أجل أن يخرج الملف من جموده.