يا دهرُ لو خيَّرتَني ببقائي = لطرحتُ عيشًا طال فيه عنائي أو كان صبحُ العمرِ مثلَ مسائهِ = لوهبتُ عمراً ضاع فيه رجائي والعمرُ عينٌ لا تروق لشاربٍ = أبدًا ولا تخلو من الأقذاء إن الحياةَ وإن غلتْ لرخيصةٌ = إذ بالهموم بقاؤها كفناء طُبعت على طبعٍ فكل صروفها = وظروفها مصحوبةٌ بشقاء وخرجت أبغي الرزق في أرضٍ غدت = أدباؤها تمشي بغير حذاء يرجون إقبال السعودِ بحرفةٍ = كتبتْ مع الإفلاس صَكَّ وفاء عدِموا بفقرهمُ الوسائلَ فانبرَوا = يقضون في الأحكام كلَّ قضاء ورُمُوا بحرمانِ النصيرِ فأصبحت = آمالهم شرّاً من الأعداء عصرٌ غدا ألفَ العصورِ وياءها = لكنه ذو مقلةٍ عمياء كم سدَّ هذا المال من سُبلٍ وكم = صدَّ الجسورَ وعاثَ في الدنياء مثل الذكيّ بدون مالٍ في الورى = مثلُ الشجاع براحةٍ شلاّء ما كنتُ أعلم أن حظي قُصَّ مِن = جُنح الظلامِ بليلةٍ ليلاء